قال: " أوليس علي بن أبي طالب خليفته وإمام أمته "؟
قلت: بلى.
قال: " أوليس رضوان ومالك من جملة الملائكة، والمستغفرين لشيعته الناجين بمحبته "؟
قلت: بلى.
قال: " فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إذا قسيم الجنة والنار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى، يا مفضل خذ هذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه، لا تخرجه إلا إلى أهله " (1).
الثامن: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا الحسن بن عرفة بسر من رأى قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا محمد بن إسرائيل قال: حدثنا أبو صالح عن أبي ذر (رحمه الله) قال: كنت أنا وجعفر بن أبي طالب (عليه السلام) مهاجرين إلى بلاد الحبشة فأهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف درهم، فلما قدمنا المدينة أهداها لعلي (عليه السلام) تخدمه، فجعلها علي (عليه السلام) في منزل فاطمة، فدخلت فاطمة (عليها السلام) يوما فنظرت إلى رأس علي (عليه السلام) في حجر الجارية فقالت: " يا أبا الحسن فعلتها "؟
فقال (عليه السلام): " لا والله يا بنت محمد، ما فعلت شيئا فما الذي تريدين "؟
فقالت (عليها السلام): " تأذن لي في المسير إلى منزل أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ".
فقال لها: قد أذنت لك، فتجلببت بجلبابها وتبرقعت ببرقعها وأرادت النبي (صلى الله عليه وآله) فهبط جبرائيل فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول: إن هذه فاطمة قد أقبلت إليك تشكو عليا فلا تقبل منها في علي شيئا، فدخلت فاطمة فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " جئت تشكين عليا؟ " قالت: " أي ورب الكعبة " فقال: " ارجعي إليه فقولي له: رغم أنفي لرضاك " فرجعت إلى علي (عليه السلام) فقالت له: " يا أبا الحسن رغم أنفي لرضاك " تقولها ثلاثا فقال علي (عليه السلام): " تشكينني (2) إلى خليلي وحبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وا سوأتاه من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أشهد الله يا فاطمة أن الجارية حرة لوجه الله وأن الأربعمائة الدرهم التي فضلت من عطائي صدقة على فقراء المدينة " ثم تلبس وانتعل وأراد النبي فهبط جبرائيل فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: قل لعلي قد أعطيتك الجنة بعتقك الجارية في رضا فاطمة والنار بالأربعمائة الدرهم التي تصدقت بها، فأدخل الجنة من شئت برحمتي (3)، فعندها قال علي (عليه السلام): " أنا قسيم الله بين الجنة والنار " (4).