لنا: أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما ".
قال أبو سعيد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما آمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لم يتول - أو قال - لم يحب عليا " وتلا * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * (1) قال: فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال: قوموا بنا لا يجيئنا أبو محمد بأطم من هذا. قال الحسين بن سعيد قال لي شريك بن عبد الله فما أمسى - يعني الأعمش - حتى فارق الدنيا. (2) الثاني عشر: أبو عبد الله في الأحاديث الأربعين عن أربعين صحابيا قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب هموسة الفزاري المقري قال: حدثنا أبو الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل الحسني الحافظ إملاء، أخبرنا أبو نصر أحمد بن مروان بن عبد الوهاب المقرئ المعروف بالخباز بقراءتي عليه، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الطبري المقرئ المعدل قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن مالك الشيباني، حدثنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي القاضي قال: كنا عند الأعمش في المرض الذي مات فيه فدخل عليه أبو حنيفة وابن أبي ليلى، فالتفت أبو حنيفة وكان أكبرهم وقال له: يا أبا محمد اتق الله فإنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو أمسكت عنها لكان خيرا لك قال: فقال الأعمش: لمثلي يقال هذا؟ أسندوني، حدثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي بن أبي طالب: أدخلا النار من أبغضكما وأدخلا الجنة من أحبكما وذلك قوله تعالى * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * ".
قال فقام أبو حنيفة وقال: قوموا لا يأتي بما هو أطم من هذا، فوالله ما جزنا بابه حتى مات الأعمش رحمة الله عليه. (3) الثالث عشر: محمد بن العباس (رحمه الله) عن أحمد بن هودة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن شريك قال: بعث الأعمش وهو شديد المرض فأتيناه وقد اجتمع عنده أهل الكوفة وفيهم أبو حنيفة وابن قيس الماصر فقال لابنه: يا بني أجلسني فأجلسه فقال: يا أهل الكوفة إن أبا حنيفة وابن قيس الماصر أتياني فقالا: إنك قد حدثت في علي بن أبي طالب أحاديث فارجع عنها فإن التوبة مقبولة ما دامت الروح في البدن، فقلت لهما: مثلكما يقول لمثلي هذا؟ أشهدكم يا