غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
قالوا: اللهم نعم.
قال: ولم يدع شيئا أنزل فيه خاصة وفي أهل بيته من القرآن ولا على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا ناشدهم فيه فمنهم من يقول نعم ومنهم من يسكت، ويقول بعضهم: اللهم نعم، ويقول الذين سكتوا: أنتم عندنا ثقات، وقد حدثنا غيركم ممن نثق به من هؤلاء وغيرهم أنهم سمعوا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال علي: حين فرع اللهم أشهد عليهم، قالوا: اللهم نعم أشهد إنا لم نقل إلا حقا وما سمعنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: أتقرون بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من زعم أنه يحبني ويبغض عليا فقد كذب، ليس ممن يحبني ووضع يده على رأسي، فقال له قائل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنه مني وأنا منه فمن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله، فقال له عشرون من أفاضل القوم: اللهم نعم وسكت بقيتهم، فقال علي (عليه السلام): للسكوت ما لكم سكوت؟
قالوا: هؤلاء الذين شهدوا عندنا ثقات في صدقهم وفضلهم وسابقتهم.
فقال: اللهم أشهد عليهم (1).
الثاني والأربعون: سليم بن قيس في كتابه عقيب الحديث السابق قال: فقال طلحة بن عبد الله وكان يقال له داهية قريش: فكيف تصنع بما ادعاه أبو بكر وعمر وأصحابهما الذين شهدوا وصدقوه على مقالته يوم أتوا بك تعتل وفي عنقك الحبل فما احتججت به من شئ إلا صدقوا حجتك، فادعى أبو بكر أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن الله آلى أن يجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة فصدقوه وشهدوا له، منهم عمر وأبو عبيدة وسالم ومعاذ بن جبل، ثم أقبل طلحة فقال: كل الذي ادعيت وذكرته واحتججت به من السابقة والفضل نحن نعترف بذلك، وأما الخلافة فقد شهد أولئك ما سمعوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال عند ذلك علي (عليه السلام) وقد غضب من مقالة طلحة، فأخرج شيئا كان يكتمه وفسر شيئا كان قد قاله، وهو أنه كان قاله يوم مات عمر ولم يدروا ما عنى به، ثم أقبل على طلحة والناس يسمعون ثم قال: يا طلحة أما والله ما صحيفة ألقى الله بها يوم القيامة أحب إلي من صحيفة هؤلاء الخمسة الذين تعاهدوا على الوفاء بها في الكعبة في حجة الوداع إن قتل محمد أو مات أن يتوازروا علي ويتظاهروا على أن لا تصل الخلافة إلي، والدليل يا طلحة على ما شبهوا به قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه، فكيف أكون أولى بهم من أنفسهم وهم الأمراء والحكام علي؟ وقول رسول الله لي: أنت مني بمنزلة

(١) كتاب سليم بن قيس 191 - 203، بتفاوت يسير.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الولي في قوله تعالى من طرق العامة وفيه أربعة وعشرون حديثا 5
2 الباب التاسع عشر في النص على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وبنيه الأئمة الأحد عشر بالولاية في قوله تعالى * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة) * من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا 15
3 الباب العشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق العامة وفيه مائة حديث 23
4 الباب الحادي والعشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق الخاصة وفيه سبعون حديثا 72
5 الباب الثاني والعشرون في أن عليا (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبنيه الأحد عشروهم الأوصياء والأئمة الاثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضافا إلى ما سبق من طريق العامة وفيه سبعون حديثا 144
6 الباب الثالث والعشرون في أن عليا وصي رسول الله وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم الأئمة الاثنا عشر 185
7 بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة، وفيه مائة حديث وعشرة أحاديث 185
8 الباب الرابع والعشرون في أن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) اجمالا وتفصيلا علي وبنوه الأحد عشر من طريق العامة وفيه ثمانية وخمسون حديثا 247
9 الباب الخامس والعشرون في أن الأئمة: بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر اجمالا وتفصيلا هم علي بن أبي طالب وبنوه الأحد عشر: من طريق الخاصة، وفيه خمسون حديثا 270
10 الباب السادس والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالاقتداء بعلي بن أبي طالب والأئمة (عليهم السلام) من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق العامة وفيه اثنين وعشرون حديثا 287
11 الباب السابع والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية علي (عليه السلام) والاقتداء بالأئمة: من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا 296
12 الباب الثامن والعشرون في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة وفيه تسعة وثلاثون حديثا 304
13 الباب التاسع والعشرون في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثا 321