ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفي رواية أخرى كنا نورا نسعى بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق الله آدم (عليه السلام) بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم (عليه السلام) وقع ذلك النور في صلب إبراهيم (عليه السلام)، ثم لم يزل الله ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من الآباء والأمهات لم يلتق واحد منهم على سفاح قط، قالوا جميعا: سمعنا ذلك من رسول الله، فقال: يا معشر قريش والأنصار أتقرون أن رسول الله آخى بين كل رجلين من أصحابه وآخى بيني وبينه، فقال: أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أتقرون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اشترى موضع المسجد ومنازله فابتناه، ثم بنى فيه عشرة منازل تسعة له وجعل لي عاشرها في وسطها، وسد كل باب شارع إلى المسجد غير بابي فتكلم في ذلك من تكلم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرني أن أسد أبوابكم وأفتح له بابه؟
قالوا: نعم.
قال: أفتعرفون أيها الناس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهي الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري فكنت أبيت في المسجد ومنزلي في منزل رسول الله في المسجد يولد لرسوله (صلى الله عليه وآله) ولي فيه الأولاد؟
قالوا: نعم قال: أفتعرفون وتقرون أن عمر حرص على كوة قدر عينيه من منزله إلى المسجد فأبى ذلك عليه النبي (صلى الله عليه وآله)؟
ثم قال: إن الله جل اسمه أمر موسى أن يبني مسجدا طاهرا ولا يسكنه غيره وغير هارون وابنيه، وإن الله أمرني ببناء مسجد طاهر ولا يسكنه غيري وغير أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) وفتياه، قالوا: اللهم نعم، قال: أفتقرون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعاني فنصبني يوم غدير خم فنادى لي بالولاية ثم قال: ليبلغ الشاهد منكم الغائب؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أفتقرون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لي في غزوة تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أفتقرون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين دعا أهل نجران للمباهلة لم يأت إلا بي وبصاحبتي