حدثنا محمد بن يونس القرشي، حدثنا محمد بن الحسن بن معلى بن زياد القردوسي، حدثنا أبو عوانة عن الأعمش، عن الحكم عن مصعب - يعني ابن سعد بن أبي وقاص - عن أبيه قال: قال معاوية: أتحب عليا؟
قلت: كيف لا أحبه وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، ولقد رأيته يوم بدر وهو يحمحم كما يحمحم الفرس هو يقول:
بازل عامين حديث سني * سنح الليل كأني جني لمثل هذا ولدتني أمي (1) السابع والستون: موفق بن أحمد في المناقب قال: من المراسيل روى الناصر للحق بإسناده في حديث طويل قال: لما قدم علي (رضي الله عنه) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفتح خيبر قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لولا أن تقول طائفة فيك من أمتي ما قالت النصارى في المسيح (عليه السلام) لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ إلا وأخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى وأنا منك ترثني وأرثك إلا أنه لا نبي بعدي، وإنك تبرئ ذمتي، وتقاتل على سنتي، وإنك غدا أقرب الناس مني، وإنك أول من يرد علي الحوض، وأول من يكسى معي، وأول داخل الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور، وإن الحق على لسانك وفي قلبك وفي عينيك (2).
الثامن والستون: موفق بن أحمد في المناقب قال: روي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أرسل إلى معاوية رسله الطرماح بن حكيم الطائي وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين، وكتب إليه مرة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له وسوابقه في الإسلام لئلا يكون بين أهل العراق وبين أهل الشام محاربة، ومعاوية يعتل بدم عثمان ويستغوي بذلك جهال أهل الشام وأجلاف العرب، ثم يستميل طلبة الدنيا بالأموال والولايات، وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته وأهل مودته وعشيرته في قتال علي كرم الله وجهه، فقال له أخوه عتبة: هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر والخدع، وقلوب أهل الشام مائلة إليه، فقال معاوية: صدقت ولكنه يحب عليا وأخاف أن لا يجيئني، فقال: اخدعه بالأموال ومصر، فكتب إليه معاوية: من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) إمام المسلمين وخليفة رسول رب العالمين ذي النورين ختن المصطفى على ابنته وصاحب جيش العسرة وبئر رومة المعدوم الناصر،