مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٤٩
فصل (معاني القرآن في أربعة أحرف) ومن سر الحروف تتركب الأسماء، ولكل كلمة ظاهر وباطن، والظاهر لأهل التقليد، والباطن لأهل التحقيق والتجريد، لأن الظاهر جسم الروح وقشوره، والباطن روح الجسم ولبابه، والناس على أربعة أقسام: قسم لهم حظ من الظاهر والباطن، وهم الراسخون في العلم، وقسم ليس لهم حظ في الظاهر والباطن وهم الكفار، وقسم ليس لهم حظ في الظاهر دون الباطن وهم المحجوبون في الظلمة المقرون بالنبوة دون الإمامة، وقسم ليس لهم حظ من الباطن دون الظاهر وهم عقلاء المجانين.
وروى ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وكل شئ فصلناه تفصيلا﴾ (1) قال: (2) معناه شرحناه شرحا بينا بحساب الجمل فهم من فهم وهذا هو العلم الذي أسره الله إلى نبيه ليلة المعراج وجعله عند أمير المؤمنين عليه السلام - 4 - في عقبه إلى آخر الدهر وهي (8) كلمات و (28) حرفا وكل حرف منها يتضمن اسم محمد وعلي ظاهرا وباطنا يخرجه من له وقوف على أسرار علم الحروف وأعدادها.
فصل (معاني القرآن في أربعة أحرف) وبهذه الحروف نزل القرآن، وهي ترجمان ذات الرب سبحانه، والقرآن له ظاهر وباطن، ومعانيه منحصرة في أربعة أقسام، وهي أربعة أحرف وعنها ظهر باقي الكلام وهي (ا ل ل ه‍) والألف واللام منه آلة التعريف، فإذا وضعت على الأشياء عرفتها أنها منه وله، وإذا أخذ منه الألف بقي لله، ولله كل شئ، وإذا أخذ منه ل بقي إله وهو إله كل شئ، وإذا أخذ منه ألف واللام بقي له وله كل شئ، وإذا أخذ منه الألف واللامان بقي هو، وهو هو وحده لا شريك له، والعارفون يشهدون من الألف ويهيمون من اللام ويصلون من إلها.
والألف من هذا الاسم إشارة إلى الهوية التي لا شئ قبلها ولا بعدها، وله الروح واللام وسطا،

(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 55 ... » »»