مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٥٠
وهو إشارة إلى أن الخلق منه وبه وإليه وعنه، وله العقل. وهو الأول والآخر، وذلك لأن الألف صورة واحدة في الخط وفي الهجاء. فالعدد إما زوج أو فرد ضرورة فهذه ثلاثة، وهي في الضرب تسعة، وهي العدد المكتوم، والثلاثة هي مواد سائر الأعداد وموضوعاتها، والتسعة هي العدد الطيار كما مر المنقسم بالأفراد وفيها مجمع الأزواج والأفراد وحرفها الطاء، وهي الحرف الاكال وإذا أعيد إلى التسعة الزوج الا ل ظهر الاسم الخفي والسر الذاتي وهو (ه‍ ووه‍ وه‍ و) به سائر الموجودات، فظهرت الهاء الخفية وأصلها الضمة وهي الواو وإذا ضربت (11) في الهاء وهي خمسة كان العدد خمسة وخمسين فظهر اسمه تعالى م ج ى ب، ولما كان أصل الهاء الضمة وهو الواو ولها الجهات الستة وإذا ضربت الستة في (11) كان العدد (66) وهو الاسم المقدس الله جل جلاله وهو اسم الذات وصفة الصفات، وموضوع الأسماء، وإذا ضربت ستة وستون في ستة كان العدد ثلاثمائة وستة وتسعين، وإذا ضربت ستة وستون في إحدى عشر كان العدد سبعمائة وستة وعشرين، وإن ضربت ست وستون في خمسة كان العدد ثلاثمائة وثلاثين، ومنبع الأسرار الهاء المضمومة التي هي قيوم الحروف والطبيعة الخامسة الفعالة والهاء باطن كل موجود وحقيقة كل شهود، فإذا قدح زناد الهاء بصوان الألف خرجت الطاء الاكالة، وإذا ضربت الهاء في نفسها كان العدد خمسا وعشرين، فهي لا تظهر إلا نفسها لأن خمسة وعشرين خمس خمسات، وإذا ضربت خمس وعشرون في نفسها كان العدد ستمائة وخمسا وعشرين، والهاء من حروف المريخ، ومن عرف كيف النطق بها أهلك عدوه ولكن ذاك مودع في الصدور لا في السطور، ونطقها على سبيل الرمز هايابيل أو هو يا هو يا مذل يا منتقم يا فعال أنت هو.
فصل [شرف لفظة: - هو - ودلالتها) (1) اعلم أن الاسم إما مشتق، أو علم، أو إشارة، والاسم المشتق كلي لا يمنع من وقوع الشركة فيه، والاسم العلم قائم مقام الإشارة فهو فرع عليها، والإشارة أصل والأصلي أعظم من الفرع، فقولك: هو أشرف الأسماء كلها يعني:
(2) أن الحق سبحانه فرد مجرد لا يمكن نعته بصفة زايدة وإلا لانتفت الفردانية، والإخبار عنه بعين ذاته محال، فجميع الأسماء المشتقة قاصرة عن الإنباء عن ذاته المقدسة. وأما لفظ هو فإنه ينبئ
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 55 57 ... » »»