مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٣٦
والسماعية أصحاب سماعة الأسدي، وكان يظهر الأعاجيب من المخاريق والنيرنخات والسيميا وغير الفرائض، والغمامية ويقولون: إن عليا ينزل في الغمام في كل صيف، ويقولون إن الرعد صوت علي عليه السلام. والأزورية قالوا إن عليا صانع العالم.
الفرقة الرابعة من هذه الفرق المحمدية، وهم أربع فرق: المحصية، وعندهم أن الله لم يظهر إلا في شيت بن آدم، وأن محمد هو الخالق الباري، وأن الرسل هو أرسلهم، وأن الأئمة من ولده أبوابه ليدلوا عباده على ما شرع لهم. والبهنمية قالوا: إن الله لم يزل يظهر ويدعو الناس إليه وإلى عبادته، وكل من أظهر قدرة يعجز عنها الخلق فهو الله، لأن القدرة لا تكون إلا حيث القادر، وأن القدرة صفة الذات، والبهمنية قالوا: إن الله لم يظهر إلا في أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من بعده، وإنه أرسل الرسل عبيدا لهم، واحتجوا بقول أمير المؤمنين في خطبته: الحمد لله الذي هو في الأولين باطن، وفي الآخرين ظاهر، وأثبت للرسل المعجزات وللأولياء الكرامات. وأما النجارية فهم أصحاب الحسن النجار، وهذا ظهر باليمن سنة 292 وادعى أنه الباب، فلما أجابه الناس ادعى الربوبية، وصار إليه رجل يقال له الحسن بن الفضل الخياط وصار يدعو إلى النجار ويزعم أنه بابه، وأمر الناس بالحج إلى دار النجار، ففعلوا وطافوا بها أسبوعا، وحلقوا رؤوسهم، وكان النجار والخياط يجمعون بين الرجال والنساء، ويحملون (1) بعضهم على بعض، فإذا ولدت المرأة من أبيها وأخيها سموه الصفوة. والحلاجية أصحاب الحسين بن منصور الحلاج، ظهر ببغداد سنة 318 وكان أعجميا، وادعى أنه الباب، وظفر به الوزير علي بن عيسى، فضربه ألف عصا، وفصل أعضاءه ولم يتأوه، وكان كلما قطع منه عضو قال:
وحرمة الود الذي لم يكن * يطمع في إفساده الدهر ما قد لي عضو ولا مفصل * إلا وفيه لكم ذكر وأما الجبابرة والحميرية فإنهم تلاميذ الصادق عليه السلام، وعنه أخذوا علم الكيمياء.
وأما الخوارج وهم المارقون من الدين، وهم تسع فرق: الأزارقة وهم أصحاب نافع الأزرق، وهو الذي حرم التقية. والأباضيون وهم أصحاب عبد الله بن أباض، وهم بحضرموت والمغرب والبواريخ وتل أعفر، وهم يحبون الشيخين ويسبون عليا وعثمان، وسموا خوارج لأنهم كانوا في

(1) في الأصل يحكمون.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 341 342 ... » »»