مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٣٨
وأنكروا العدل. والإمامية، والمعتزلة. والإمامية قائلون بذلك، لكن المعتزلة أثبتوا العدل وأنكروا الإمامة، والإمامية قالوا بمقالة الفريقين وزادوا أصلا رابعا، وهو ختم الأعمال، وهو إمامه فكانت الفرقة المتممة، فلها النجاة من ثلاثة وسبعين فرقة، لأنهم أقروا بالبعث والنشور وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن أعمال المنافقين حابطة لأنها لم تقع على وجه الحق، فما كان منها من العبادات فهو على غير ما أمر الله، وكله زيف وشبه الشبيه، وشبيه الموقوف عليه صحة العبادات، وقبولها الطهارة، وهي فاسدة، ففسد ما هو مبني على فساد. وثانيها النيات، وهي غير صحيحة، وكذا صدقاتهم لأنها وقعت على غير الحق، لأن ما في أيدي المنافقين مغصوب، ولا قبول للفاسد والمغصوب.
ثم إن المؤمن العارف يعتقد أن تبدل السيئات للمؤمن العارف حسنات، وأثبتوا أن الرب المعبود واجب الوجود، منزه عن الرؤية بعين البصر، أما بعين البصيرة فلا، وقالوا للأشاعرة: إن ربكم الذي تدعون رؤيته يوم القيامة ليس هو ربنا الذي نعبده، لأن ربنا الذي نعبده ليس كمثله شئ، ومن لا مثل له لا يرى، فالرب المعبود لا يرى، وأن الرب المخصوص بالرؤية يوم القيامة هو الذي أنكرتم ولايته في الدنيا، فكفرتم فيه لعداوته وإنكار ولايته، لأنه هو الولي والحاكم الذي له الحكم وإليه
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 341 342 343 344 ... » »»