الناس في البشر والهناء، ويغسل بماء عدله عين الدهر من القذى، ويرد الحق على أهل القرى، ويكثر في الناس الضيافة والقرى، ويرفع بعدله الغواية والعمى، كأنه كان غبارا فانجلى، فيملأ الأرض قسطا وعدلا، والأيام حبا، وهو علم الساعة بلا امتراء (1).
هذا كلام سطيح وإخباره بالغيب في قديم الأيام، وليس بنبي ولا إمام، وأنت بالمرصاد في تكذيب أحاديث علي وعترته، تكذب ما نطقوا به من الغيب. أليس هو القائل وقوله الحق: (إن بين جنبي علما جما آه لو أجد له حملة) (2)، وقوله: لقد احتويت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي (3).
وليس ذلك علم الشرع، وإلا لوجب عليه تعليمه، ولكن غامض الأسرار التي قال فيها: (ولكن أخاف أن تكفروا بي وبرسول الله صلى الله عليه وآله) (4). وقد روى أبو عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام رحمهم الله عليه السلام (أنه قال: إن أحب أصحابي إلي أمهرهم وأفقههم في الحديث، وإن أسوأهم وأكثرهم عنتا ومقتا الذي إذا سمع الحديث يروى إلينا وينقل عنا لم يعقله عقله، ولم يقبله قلبه، واشمأز من سماعه وكفر به وجحده، وكفر من رواه ودان به، فصار بذلك كافرا بنا وخارجا عن ولايتنا (5).
فصل ومن ذلك ما رواه صاحب الأمالي عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (يا علي إن الله أكرمك كرامة لم يكرم بها أحدا من خلقه، زوجك الزهراء من فوق عرشه، وأكرم محبيك بدخول الجنة بغير حساب، وأعد لشيعتك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ووهب لك حب المساكين في الأرض، فرضيت بهم شيعة، ورضوا بك إماما، فطوبى لمن أحبك، وويل لمن أبغضك. يا علي أهل مودتك كل أم أو أب حفيظ، وكل ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه. يا علي شيعتك تزهر لأهل السماء كما تزهر الكواكب لأهل الأرض، تفرح بهم