علي: (إنا نخاف من ربنا) (١) ووصف ذاته المقدسة بصفات الألوهية فقال: (وهو يطعم ولا يطعم) (٢) وقال في علي: ويطعمون الطعام على حبه (٣).
فصل ثم أمر الله نبيه الكريم ورسوله الرؤوف الرحيم أن يرفعه إلى المقام الكريم في التشريف والتعظيم، فقال بعد أن بالغ في بليغ المقام: لو كانت السماوات صحفا والبحار مددا والغياض أقلاما لنفد المداد وفنيت الصحف وعجز الثقلان أن يكتبوا معشار فضل علي وهذا مر ذكره لكن أعدناه ثانيا للحاجة إليه.
فصل ثم دل على فضله النبي كما دل عليه الرب العلي فبين أن الأعمال لا توزن يوم المآل ولا يبلغ بها الآمال إلا بحبه فقال: لو أن أحدكم صف قدميه بين الركن والمقام، يعبد الله ألف عام، ثم ألف عام صائما نهاره قائما ليله فكان له ملء الأرض ذهبا فأنفقه وعباد الله ملكا فأعتقهم ثم قتل بعد هذا الخير الكثير شهيدا بين الصفا والمروة ثم لقي الله يوم القيامة جاحدا لعلي حقه لم يقبل الله له صرفا ولا عدلا وزج بأعماله في النار. هذا أيضا مر ذكره.
فصل ثم دل سبحانه على قرب عارفيه ومواليه من حضرة ربه وباريه فقال في حقه الرسول بعد بليغ المقال: (لو لم أخف لقلت) (٤) وهذا كمال المبالغة وغاية الشرف لأن ما لم يقل أعظم مما قيل، وهذا مثل قوله سبحانه بعد أن مدح الجنة ووصفها فقال: ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم﴾ (5) وإذا كانت الجنة وهي دارة علي لا توصف فكيف يوصف صاحب الدار.