مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ١٨٠
ومن ذلك ما رواه محمد بن يعقوب الهاشمي عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين، عن محمد خاتم النبيين، عن جبرائيل الأمين، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله جل جلاله، أنه قال جل من قائل: أنا الله الذي لا إله إلا أنا خلقت الخلق بقدرتي، واخترت منهم أنبياء، واصطفيت من الكل محمد صلى الله عليه وآله، وجعلته حبيبا ورضيا، وبعثته إلى خلقي، واصطفيت له عليا وأيدته به، وجعلته أميني وأميري، وخليفتي على خلقي، ووليي على عبادي، يبين لهم كتابي ويشرفهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابي الذي أوتى منه، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة، ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف عنه وجهي، وحجتي على أهل سمائي وأرضي، وعلى جميع من سميته (١) من خلقي، فلا أقبل عمل عامل إلا مع الإقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي، ويدي المبسوطة في عبادي، فبعزتي حلفت، وبجلالي أقسمت، أنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار، وأدخلته جنتي، ولا يعدل عن ولايته إلا من أبغضته، وأدخلته ناري (٢). فمن زحزح عن النار التي هي بغض علي، وأدخل الجنة التي هي حب علي، فقد فاز، لأن النجاة من النار ودخول الجنة بالإيمان، والدرجات بالصالحات، من الأعمال، والإسلام والإيمان حب علي، لأن كمال الإسلام الإيمان، فلا إسلام حقيقي إلا بالإيمان، بل الإسلام الحقيقي هو الإيمان، والإيمان الحقيقي حب علي، وإليه الإشارة بقوله: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ (3) وذلك أن الإسلام هو الإيمان، والإيمان تمامه وكماله حب علي، فلا إيمان إلا بحب علي، ولا نجاة إلا به.
دليله أيضا قوله: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) (4)، والمراد بهذا الإسلام حب علي، لأنه أين كان الإيمان كان الإسلام من غير عكس، فكل مؤمن مسلم، وإليه الإشارة بقوله سبحانه: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) (5) فالإسلام بغير الإيمان لا

(١) في الأصل المطبوع من بينهن.
(٢) بحار الأنوار: ٣٨ / ٩٨ ح ١٧ عن الأمالي بتفاوت.
(١) آل عمران: ١٩.
(٢) آل عمران: ٨٥.
(٣) الحجرات: ١٤.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 185 186 ... » »»