مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ١٨٣
الهيئة عشرون ألف ألف وثلاثمائة ألف وستون ألف فرسخ، وإن كل فرسخ ثلاثة أميال، والميل أربعة آلاف ذراع، وإن النجم الذي يقال له السهى، وهو نجم خفي لا يرى إلا في الظلمة لذوي الأبصار السليمة، وإنه مع خفائه بقدر مجموع الأرض 18 مرة (1) فهناك يدهش عند سماع هذا وينكره، ومن جهل شيئا أنكره، وكذا من عرف أن نسبة السماوات والأرض والأفلاك في عظمة صاحب لولاك، نسبة لا شئ إلى شئ لأن الجزء لا يقاوم الكل وإن كثر، وإن الخلق لا يقابل الخالق وإن عظم، فإن خالقه أعظم، فالنبي الذي به ولأجله تكونت الأشياء، ولولاه لما كانت هو أعظم منها، ونسبة الشمس والقمر والنجوم إلى جلال جمال أول ما خلق الله نوري لليل إلى الفجر، ونسبة السهى إلى نور البدر، لأنه هو النور الذي قهر غواسق العدم، وأضاءت به حنادس الظلم، وإن ما في أيدي الناس من أسرار آل محمد ومعرفتهم بالنسبة إلى ما خفي عليهم، كنسبة الله إلى خلقه وكيف ينسب الخلق إلى خالقهم والمماليك إلى مالكهم، وكيف يعرفون عظمة ربهم، أو يقدرونها على قدر عقولهم.
فصل وعظمة الولي من عظمة النبي صلى الله عليه وآله، وعظمة النبي من عظمة الرب العلي، لأنه آية الله وآية النبي، وكلمة الله وكلمة النبي، ونائب وحي الله ووارث النبي، وبه يتم توحيد الله ودين النبي، وبيان هذا الشأن العظيم أنه أخذ له العهد على الأرواح، وجعل له الولاية المطلقة من الأزل، ولم تزل.

(1) 1 - في القسم 15 مرة وليس في علم الفلك الآن أحكام ثابتة عن مقدار السهى حتى نضع المقارنة.
*
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 185 186 187 188 189 ... » »»