أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٤٢٦
ضمان الله حتى يتوفاه (بأي حتف كان كان) (1) شهيدا، وإن رجع رجع مغفورا له، مستجابا له دعاؤه.
ومن مشى زائرا لأخيه، فله بكل خطوة حتى يرجع إلى منزله عتق مائة ألف رقبة، ويرفع له مائة ألف درجة، ويمحى عنه مائة ألف سيئة، ويكتب له مائة ألف حسنة ".
فقيل لأبي هريرة: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من أعتق رقبة فهو فداؤه من النار؟ " قال: قلنا لرسول الله صلى الله عليه وآله، قال: " بلى، ولكن يرفع له درجات عند الله في كنوز عرشه.
ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وتفقها في الدين، كان له من الأجر والثواب مثل جميع ما يعطى الملائكة والأنبياء والمرسلين.
ومن تعلم القرآن يريد به رياء وسمعة، ليماري به السفهاء، ويباهي به العلماء، ويطلب به الدنيا، بدد الله - عز وجل - عظامه يوم القيامة، ولم يكن في النار أشد عذابا منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلا سيعذب به، من شدة غضب الله عليه وسخطه.
ومن تعلم القرآن، وتواضع في العلم، وعلم عباد الله، وهو يريد ما عند الله، لم يكن في الجنة أعظم ثوابا منه، ولا أعلى منزلة منه، ولم يكن في الجنة منزل ولا درجة رفيعة ولا نفيسة، إلا كان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل.
ألا وإن العلم خير من العمل، وملاك الدين الورع، ألا وإن العالم من يعمل بالعلم وإن كان قليل العمل، ألا ولا يحتقرن أحد شيئا وإن صغر في أعينكم، فإنه لا صغيرة تصغر مع الإصرار، ولا كبيرة تكبر مع الاستغفار.
ألا وإن الله - عز وجل - يسائلكم عن أعمالكم حتى عن مس أحدكم ثوب أخيه بأصبعه، فاعلموا - عباد الله - أن العبد يبعث يوم القيامة على ما مات، وقد خلق الله عز وجل الجنة والنار، فمن اختار النار على الجنة (فأبعده الله) (2).

1 - في الأصل: يأتي حيث كان وإن كان 2 - في المصدر: انقلب بالخيبة، ومن اختار الجنة فقد فاز وانقلب بالفوز، لقول الله عز وجل: " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ".
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»