أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٢٦٨
أخبار في الحقوق التي (١) تحب للإخوان فيما بينهم روي عن بعضهم قال: شكوت إلى الصادق عليه السلام ما ألقى من الضيق والهم فقال: " ما ذنبي أنتم أخرتم هذا، إنه لما عرض الله عليكم ميثاق الدنيا والآخرة اخترتم الآخرة على الدنيا، واختار الكافر الدنيا على الآخرة، فأنتم اليوم تأكلون معهم و تشربون وتنكحون معهم، وهم غدا إذا استسقوكم الماء قلتم لهم: ﴿إن الله حرمهما على الكافرين﴾ (2) ".
وروي عن الصادق عليه السلام: " إن الله تعالى ليعتذر إلى المؤمن يوم القيامة، فيقول له: وعزتي وجلالي، ما أفقرتك لهوان لك (3) علي، ولكن ارفع هذا الستر فانظر ما قد عوضتك عن الدنيا، فيرفعه فيرى من الملك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيقول: يا إلهي ما ضرني ما منعتني بما قد عوضتني ".
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: علمني عملا يحبني الله عليه، ويحبني المخلوقون، ويثري الله مالي، ويصح بدني، و يطيل عمري، ويحشرني معك، فقال: هذه ست خصال، تحتاج إلى ست خصال: إذا أردت أن يحبك الله فخفه واتقه، وإذا أردت أن يحبك المخلوقون فأحسن إليهم وارفض ما في يديهم، وإذا أردت أن يثري الله مالك فزكه، وإذ أردت أن يصح بدنك فأكثر من الصدقة، وإذا أردت أن يطيل الله عمرك فصل ذوي أرحامك، وإذا أردت أن يحشرك الله معي فأطل السجود بين يدي الله الواحد القهار ".
وروى ابن عياش قال: قال لي الصادق عليه السلام: " يا ابن عياش، يأتي على الناس زمان، من سكت مات ومن تكلم عاش، قال: فقلت: يا ابن رسول الله، إن أدركت ذلك الزمان ما أصنع؟ قال: تساعدهم بمالك، قال: قلت: فإن لم أجد، قال: فبجاهك ".

١ - في الأصل: الذي، وما أثبتناه هو الصواب.
٢ - الأعراف ٧: 50.
3 - كذا، والظاهر أن الأنسب: بك.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»