خبر طريف رواه جابر بن عبد الله قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة نريد العمرة فلقيتنا امرأة من قريش، فاستوقفت النبي صلى الله عليه وآله ثم قالت له: يا ابن الخضارم الأكارم، والأوتاد والدعائم، إني امرأة من قريش قصدتك ولهى حرى مشدوهة عبرى، لي بني ولدته سويا وسميته عليا، وأبوه مات وماله فات، ولي سبع بنات، لم أغده قط بالأصنام، ولم أقسم عليه بالأزلام، وأصابه لمم في عقله، قد كسر هبل فلا هبل، وقد قيل لي: إنك ذو أدوية وأشفية (1)، فأعطني من أدويتك وأشفيتك ما أشفي به ولديه وفلذ كبديه.
فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أيتها المرأة، إن أدوى الأدوية وأشفى الأشفية، أن توحدي الله عز وجل، وتخلفي هبل وغيره، فإنك إذا فعلت ذلك وجدت ابنك سويا يكلمك ".
فقالت: إني أشهد الله ثم أشهدك أني آمنت بك يا رسول الله، وصدقت، ثم عادت من وقتها فوجدت ابنها سويا وكلمها، فلما أن كان من الغد صنعت خزيرة (2) ثم غدت إلى النبي صلى الله عليه وآله، لتهديها إليه، فوجدته في بيت أم هانئ بنت أبي طالب، فاستأذنت بالدخول إليه صلى الله عليه وعلى آله فأذن لها، فجعلت الخزيرة بين يديه ثم قالت: السلام عليك يا رسول الله، إني وجدتك أرقى الرقاة وأشفى الشفاة، وأنشأت تقول:
دواؤك يشفي من المرمريس (3) * ومن الشصائب (4) والهركه (5)