أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ١٥٨
فصل من الأدب (1) روي عن بعض الأدباء أنه قال لابنه: يا بني، اقتن من مكارم الأخلاق خمسا، وارفض ستا، واطلب العز بسبع، واحرص على ثمان، فإن فزت بتسع بلغت المدى، وإن أحرزت عشرا أدركت (2) الآخرة والدنيا.
فأما الخمس المقتناة: فخفض الجانب، وبذل المعروف، وإعطاء النصف (3) من نفسك، وتجنب الأذى، وتوقي الذم.
وأما الستة المرفوضة: فطاعة الهوى، وارتكاب البغي، وسلوك التطاول، وقساوة القلب، وفظاظة القول، وكثرة التهاون.
وأما السبعة التي ينال بها العز: فأداء الأمانة، وكتمان السر، وتأليف المجانب، وحفظ الأخاء، وإقالة العثرة، والسعي في حوائج الناس، والصفح عن الاعتذار.
وأما الثمان التي يحرص عليها: فتعظيم أهل الفضل، وسلوك طرق الكرم والمواساة بملك اليد، وحفظ النعم بالشكر، واكتساب الأجر بالصبر، والإغضاء عن زلل الصديق، واحتمال النوائب، وترك الامتنان بالإحسان.
وأما التسع التي تبلغ بها المدي: فالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وحرز اللسان من سقوط الكلام، وغض الطرف، وصدق النية، والرحمة لأهل البلاء، والموالاة على الدين، والمسامحة في الأمور، والرضا بالمقسوم.
وأما العشرة الكاملة، التي تنال بها الدنيا والآخرة: فالزهد فيما بقي، والاستعداد لما يأتي، وكثرة الندم على ما فات، وإدمان الاستغفار، واستشعار التقوى، وخشوع القلب، وكثرة الذكر لله تعالى، والرضا بأفعال الله سبحانه، وملازمة الصدق، والعمل بما ينجي.

١ - كنز الفوائد: ٢٨٨، وفيه تمام الفصل.
2 - في المصدر: أحرزت.
3 - في المصدر: النصفة.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»