أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ١٦١
فصل: مما روي في الأرزاق (1) روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: " أكثروا الاستغفار فإنه يجلب الرزق ".
وقال عليه السلام: " من رضي باليسير من الرزق (2)، رضي الله منه باليسير من العمل ".
وروي أن الله - جل اسمه - أوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام:
" ليحذر الذي يستبطئني في الرزق، أن أغضب فافتح عليه بابا من الدنيا ".
وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك ".
وروي عن أحد الأئمة عليه السلام، أنه قال في الرزق المقسوم بالحركة: " إن من طلبه من غير حله فوصل إليه، حوسب به من حله وبقي عليه وزره " فالواجب أن لا يطلب إلا من الوجه المباح دون المحظور.
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال: " من حسنت نيته زيد في رزقه ".
واعلم أن الدليل على جواز الزيادة في الأرزاق، هو الدليل على جواز الزيادة في الأعمار، لأن الله تعالى إذا زاد في عمر عبده، وجب أن يرزقه ما يغتذي به.
ذكروا إن إبراهيم بن هرمة انقطع إلى جعفر بن سليمان الهاشمي، فكان يجري له رزقا فقطعه، فكتب إليه ابن هرمة:
إن الذي شق فمي ضامن * للرزق حتى يتوفاني حرمتني شيئا قليلا فما * أن زاد في مالك حرماني (3) فرد عليه رزقه وأحسن إليه، فأنشد لبعضهم:
التمس الأرزاق عند الذي * ما دونه إن سيل من حاجب من يبغض التارك تسآله * جودا؟ ومن يرضى عن الطالب!؟

١ - كنز الفوائد: ٢٩٠ - 292، وفيه تمام الفصل.
2 - في الأصل: بالرزق، وما أثبتناه من المصدر.
3 - في الأصل: حرمتني شيئا قليلا نلته * ما زاد في مالك حرماني، وما أثبتناه من المصدر.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»