كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٠٣
التكليف، ومنها ما يرجع إلى متعلق التكليف أعني الفعل والمكلف والمكلف.
أما ما يرجع إلى التكليف فأمران:
أحدهما: انتفاء المفسدة فيه، بأن لا يكون مفسدة لنفس المكلف، به في فعل آخر داخل في تكليفه (1)، أو مفسدة لمكلف آخر.
والثاني: أن يكون متقدما على الفعل قدرا يتمكن المكلف فيه من الاستدلال به فيفعل الفعل في الوقت الذي يجب إيقاعه فيه.
وأما ما يرجع إلى الفعل فأمران:
أحدهما: إمكان وجوده.
والثاني: كون الفعل قد اشتمل على صفة زائدة على حسنه (2) بأن يكون واجبا أو مندوبا، وإن كان التكليف ترك فعل فإن يكون الفعل قبيحا أو يكون الإخلال به أولى من فعله.
وأما ما يرجع إلى المكلف: فإن يكون عالما بصفات الفعل لئلا يكلف إيجاد القبيح وترك الواجب.
وأن يكون عالما بقدر ما يستحق على الفعل من الثواب لئلا يخل ببعضه.

(1) الضمير في قوله: " به " يرجع إلى التكليف، أي لا تكون مفسدة لنفس المكلف بهذا التكليف كالأمر بصيام المريض ففيه مفسدة لنفس هذا المكلف في فعل آخر (كالصحة) داخل في تكليفه، حيث يجب حفظ الصحة، أو كانت المفسدة لمكلف آخر، كما إذا أمر بالتوضؤ بماء مملوك لآخر من دون رضاه.
(2) بناء على أن المباح داخل تحت الحسن.
(١٠٣)
مفاتيح البحث: المرض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»