كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٩٤
بالباطل كما تقول: أضلني فلان عن الطريق، إذا أشار إلى غيره وأوهم أنه هو الطريق. ويطلق على فعل الضلالة في الإنسان كفعل الجهل فيه حتى يكون معتقدا خلاف الحق.
ويطلق على الإهلاك والبطلان كما قال تعالى: * (فلن يضل أعمالهم) * يعني يبطلها.
والهدى يقال لمعان ثلاثة مقابلة لهذه المعاني، فيقال بمعنى نصب الدلالة على الحق كما تقول: هداني إلى الطريق، وبمعنى فعل الهدى في الإنسان حتى يعتقد الشئ على ما هو به، وبمعنى الإثابة كقوله تعالى: * (سيهديهم) * يعني سيثيبهم.
والأولان منفيان عنه تعالى، يعني الإشارة إلى خلاف الحق وفعل الضلالة، لأنهما قبيحان والله تعالى منزه عن فعل القبيح.
وأما الهداية فالله تعالى نصب الدلالة على الحق وفعل الهداية الضرورية
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»