الغرض، كما يقال ضربت زيدا على عصيانه، أي لأجل عصيانه، وهو غير مراد هنا قطعا فتعين الأول.
وأيضا فالله تعالى قد نطق في كتابه العزيز بأنه عفو غفور وأجمع المسلمون عليه ولا معنى له إلا إسقاط العقاب عن العاصي.
المسألة العاشرة: في الشفاعة قال: والإجماع على الشفاعة، فقيل لزيادة المنافع، ويبطل بنا في حقه صلى الله عليه وآله وسلم.
أقول: اتفقت العلماء على ثبوت الشفاعة للنبي صلى الله عليه وآله و سلم، ويدل عليه قوله تعالى: * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * (1) قيل: إنه الشفاعة، واختلفوا:
فقالت الوعيدية (2): إنها عبارة عن طلب زيادة المنافع للمؤمنين (3) المستحقين للثواب.
وذهبت التفضلية إلى أن الشفاعة للفساق من هذه الأمة في إسقاط عقابهم، وهو الحق.