كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٦٤
الثبوت والوصل والأخرى رابطة السلب والفصل.
قال: والحمل يستدعي اتحاد الطرفين من وجه وتغايرهما من آخر وجبة الاتحاد قد تكون أحدهما وتكون ثالثا.
أقول: لما ذكر أن الوجود والعدم قد يحملان وقد يكونان رابطة بين الموضوع والمحمول شرع في تحقيق معنى الحمل وتحريره إنا إذا حملنا وصفا على موصوف فلسنا نعني به أن ذات الموضوع هي ذات المحمول بعينها فإنه لا يبقى حمل ولا وضع إلا في الألفاظ المترادفة وهو باطل لأن قولنا الإنسان حيوان صادق وليس الإنسان والحيوان مترادفين ولا نعني به أن ذات الموضوع مباينة لذات المحمول فإن الشيئين المتباينين كالإنسان والفرس يمتنع حمل أحدهما على الآخر بل نعني به أن المحمول والموضوع بينهما اتحاد من وجه وتغاير من وجه فإنا إذا قلنا الضاحك كاتب عنينا به أن الشئ الذي يقال له الضاحك هو الشئ الذي يقال له الكاتب فجهة الاتحاد هي الشئ وجهة التغاير هي الضحك والكتابة.
إذا عرفت هذا (فاعلم) أن جهة الاتحاد قد تكون أمرا مغايرا للموضوع والمحمول كما في المثال فإن الشئ الذي يقال له ضاحك وكاتب هو الإنسان وهو غير الموضوع والمحمول وقد تكون أحدهما كقولنا الإنسان ضاحك والضاحك إنسان.
قال: والتغاير (1) لا يستدعي قيام أحدهما بالآخر ولا اعتبار عدم القائم

(1) هذه جواب شبهة أوردت على الحمل الإيجابي بيانها أن الحمل الإيجابي محال لأنه يستدعي التغاير والتغاير يستدعي قيام المجهول بالموضع إذ مع التغاير لولا القيام لم يكن بين الطرفين مناسبة ليكونا مرتبطين فإذا وجب القيام فإما أن يكون الموضوع متصفا بوجود القائم فهذا اجتماع المثلين أو متصفا بعدم القائم فهذا اجتماع النقيضين الجواب أن الحمل الإيجابي لا يستدعي قيام المجهول بالموضع كلية لا بل يكفي عدم اعتباره كما هو شأن كل موضوع.
(٦٤)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، الضحك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»