كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٧٥
ذلك محال لأن صيرورة الماهية غير ماهية محال لأن موضوع القضية يجب أن يتحقق حال ثبوت محمولها ولا تحقق للماهية حال الحكم (1) عليها بالعدم (وأما الثاني) فلأنه يلزم منه ارتفاع الوجود عند ارتفاع المؤثر ويلزم ما تقدم من المحال (وأما الثالث) فلأن الموصوفية ليست ثبوتية وإلا لزم التسلسل فلا يكون أثرا سلمنا لكن المؤثر إما يؤثر في ماهيتها أو في وجودها أو في اتصاف ماهيتها بوجودها ويعود المحال.
وتقرير الجواب (2) أن المؤثر يؤثر في الماهية (3) وعند فرض الماهية (4) يجب تحققها وجوبا لاحقا بسبب الفرض مترتبا على الفرض ومع ذلك الوجوب يمتنع تأثير المؤثر فيه فإنه يكون إيجادا لما فرض موجودا أما قبل فرضه ماهية فيمكن أن يوجدها المؤثر على سبيل الوجوب ويكون ذلك الوجوب سابقا على وجوده والفرق بين الوجوبين ظاهر ذكر في المنطق والغلط هيهنا نشأ من قبل

(1) أي بعدم كونها ماهية بسبب ارتفاع الغير (2) ومعنى تأثيره فيها أن يجعلها موجودة لا أن يجعل إياها تلك الماهية فإنه محال غير معقول إذ لا مغايرة بين الماهية ونفسها ليتصور توسط جعل بينهما فيكون أحديهما مجعولة والأخرى مجعولا إليها وهذا معنى قول الحكماء بأن الماهيات ليست مجعولة بجعل الجاعل على ما نقل عن ابن سينا أنه سئل عن هذه المسألة وكان يأكل الشمس؟ فقال إلى آخرها.
(3) توضيحه إنا نختار أن التأثير في الماهية ولكن لا بجعلها ماهية جعلا مركبا لأنه إثبات الشئ لنفسه وعند ارتفاع الجاعل يلزم سلب الشئ عن نفسه كما قلت ولا بجعلها موجودة جعلا مركبا يتبعه وجوب لا حق ومعنى الجعل البسيط أن الماهية تصدر من العلة إلى الخارج وبعد صدورها موجودة واجبة بوجوب لاحق هو الضرورة بشرط المحمول ووجود الماهية ووجوبها أمران ينتزعان من الماهية الصادرة ومع هذا الوجوب يمتنع تأثير المؤثر فيها بأن يجعلها موجودة لأنه تحصيل حاصل.
(4) أي عند فرضها مجعولة بالجعل البسيط.
(٧٥)
مفاتيح البحث: الأكل (1)، الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»