كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٧١
يكون تكليفيا.
المسألة الرابعة والعشرون: في الألم واللذة قال: ومنها الألم واللذة وهما نوعان من الادراك تخصصا بإضافة تختلف بالقياس.
أقول: من الكيفيات النفسانية الألم واللذة والمرجع بهما إلى الادراك فهما نوعان منه تخصصا بإضافة تختلف بالقياس لأن اللذة عبارة عن إدراك الملائم والألم إدراك المنافي فهما نوعان من الادراك يخصص كل واحد منهما بإضافته إلى الملائمة والمنافرة وهما أمران يختلفان بالقياس إلى الأشخاص إذ قد يكون الشئ ملائما لشخص ومنافرا للآخر.
قال: وليست اللذة خروجا عن الحالة غير الطبيعية لا غير.
أقول: نقل عن محمد بن زكريا الطبيب (1) إن اللذة هي الخروج عن الحالة الطبيعية لأنها إنما تحصل بانفعال يعرض للحاسة يقتضيه تبدل حال وهو غير جيد فإنه (2) أخذ ما بالعرض مكان ما بالذات ولهذا تلتذ بصورة تشاهدها من غير سابقة إبصار لها حتى لا يجعل اللذة عبارة عن الخلاص عن ألم الشوق.
قال: وقد يستند الألم إلى التفرق.

(1) ذهب محمد بن زكريا الطبيب الرازي الطهراني إلى أن اللذة ليست شيئا مستقلا بل هي عبارة عن دفع الألم فإن الجائع يلتذ بالطعام وليس ذلك إلا لدفعه ألم الجوع وكذا من اجتمع في مثانته الألم ثم خرج إلى غير ذلك ولكن الانحصار في ذلك باطل لبداهة أنه ليست اللذة خروجا عن الحالة غير الطبيعية إلى الحالة الطبيعية لا غير بل هي على قسمين الأول دفع الألم الثاني إدراك الملائم بدون سبق ألم كما إنا نلتذ بالمنظر الحسن وإن لم نكن قبل ذلك متألما لفقده لعدم سابقة إبصار أو سماع أو تصور.
(2) قال الحكماء الألم يعني الحس منه سببه الذاتي تفرق الاتصال ولو كان تفريق الات‍؟
سببا ذاتيا للألم لما تخلف الألم عنه بل تفرق الاتصال بسوء المزاج.
(٢٧١)
مفاتيح البحث: الطب، الطبابة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»