كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٧٣
قال: وأحدهما (1) لازم مع التقابل (2).
أقول: الذي فهمناه من هذا الكلام أمران: أحدهما إن إرادة الشئ تستلزم كراهة ضده فالكراهة للضد أحدهما يعني أحد الأمرين أما الإرادة أو الكراهة والكراهة لازم الإرادة للشئ مع تقابل المتعلقين أعني الشئ والضد وهذا حكم قد اختلف فيه فذهب الأكثر إليه وذهب قوم (3) إلى أن إرادة الشئ نفس كراهة الضد وهو غلط من باب أخذ ما بالعرض مكان ما بالذات ويحتمل أن يكون معنى قوله وأحدهما لازم مع التقابل إن أحدهما لازم للعلم قطعا إذ المعلوم أما أن يشتمل فعله على نوع من المصلحة أو على نوع من المفسدة فأحد الأمرين لازم لكن لا يلزم أحدهما بعينه للتقابل بينهما بل اللازم واحد لا بعينه.
قال: ويتغاير اعتبارهما بالنسبة إلى الفاعل وغيره.
أقول: الذي يظهر لنا من هذا الكلام إن الإرادة والكراهة يتغاير اعتبارهما بالنسبة إلى الفاعل بالإرادة وغيره وذلك لأن الإرادة إن كانت (4) لنفس فعل

(١) أي كل من الإرادة والكراهة تستلزم الأخرى مع تقابل تعلقهما بأن يتعلق الإرادة بالفعل والكراهة بالترك.
(٢) قوله (ره) وأحدهما لازم فإن الشخص إذا تصور الشئ فإما أن يريده وإما أن يكرهه مع التقابل فلا يمكن اجتماعهما ولا ارتفاعهما ويمكن أن يريد بذلك أن كل واحد من الإرادة والكراهة لازم للآخر فمريد الشئ كاره لضده وكاره الشئ مريد لضده فأحدهما يلزم الآخر لكن مع تعلقهما بالمتقابلين كما قالوا من بحث الامتناع والوجوب أن امتناع الوجود يلازم وجوب العدم.
(٣) بيان ذلك أنهم قالوا إن إرادة الشئ نفس كراهة تركه وهو غلط من باب أخذ لازم الشئ مكان نفسه.
(٤) فاعلم أن العلم إما أن يتعلق بالمصلحة أو المفسدة الواقعة في الفعل باعتبار صدوره عن نفس العالم المعتقد بتلك المصلحة أو المفسدة أو باعتبار صدوره عن غيره فيقال بالاعتبار الأول الإرادة والكراهة التكوينيتان وبالاعتبار الثاني التشريعيتان.
(٢٧٣)
مفاتيح البحث: الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»