كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٢٤
والبرودة من الكيفيات الملموسة فيكون المزاج منها فاللون والطعم مما ليس بملموس يكون مغايرا للمزاج وإن كان تابعا له (1) لكن التابع مغاير للمتبوع.
المسألة الخامسة: في البحث عن الملموسات قال: فمنها أوايل الملموسات وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والبواقي منتسبة إليها.
أقول: لما كانت الكيفيات الملموسة أظهر عند الطبيعة لعمومها بالنسبة إلى كل حيوان قدم البحث عنها. واعلم أن الكيفيات الملموسة إما فعلية أو انفعالية أو ما ينسب إليهما فالفعلية كيفيتان هما الحرارة والبرودة والمنفعلة اثنتان هما الرطوبة واليبوسة ونعني بالفعلية ما تفعل الصورة بواسطتها في المادة وبالمنفعلة ما تنفعل المادة باعتبارها وإنما كانت الأوليان فعليتان والأخريان منفعلتين وإن كانت المادة تنفعل باعتبار هما لأن الأولين تفعلان في الآخرين دون العكس وأما باقي الكيفيات الملموسة كاللطافة والكثافة واللزوجة والهشاشة والجفاف والبلة والثقل والخفة فإنها تابعة لهذه الأربعة.
قال: فالحرارة (2) جامعة للمتشاكلات مفرقة للمختلفات والبرودة بالعكس

(1) وإن كان اللون والطعم وغيرهما من الكيفيات التي تحصل في المركب ولا تكون في الملبوسات وإن كانت تابعة للمزاج الحاصل فيه لكن التابع مغاير للمتبوع.
(2) فإن الأجسام مركبة من اللطيف والكثيف وكان اللطيف أخف فإذا عملت الحرارة في المركب تصاعدت أجزائه اللطيفة وبقيت الكثيفة فإذا صعد الألطف جامع متشاكله وفارق مخالفه وقد تمثل ذلك بما إذا تسخن الماء فإنه تصعد الأجزاء الهوائية الكائنة فيه فتجتمع مع مثلها وتفترق عن مخالفها وأما البرودة بالعكس فإنها جامعة للمختلفات متفرقة للمتشاكلات فإنها إذا عملت في المركبات المتخالفة الأجزاء أوجبت تكاثفها والتصاق بعضها ببعض ولذا يتجمد الماء المدخول فيه الهواء بالبرودة.
(٢٢٤)
مفاتيح البحث: يوم عاشوراء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»