كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٢٧
المركز والمحيط حركة إلى المحيط وقد يعرض له أن يتحرك عن المحيط (1) ولا يتضاد هاتان الحركتان (والثاني) الذي إذا قيس إلى النار نفسها كانت النار سابقة له إلى المحيط فهو عند المحيط ثقيل وخفيف بالإضافة.
قال: والميل طبيعي وقسري نفساني.
أقول: الميل هو الذي يسميه المتكلمون اعتمادا وينقسم بانقسام معلوله أعني الحركة إلى طبيعي كميل الحجر المسكن في الهواء والزق في الماء وإلى قسري كميل الحجر إلى فوق عند قسره على الصعود، وإلى نفساني كميل الحيوان إلى الحركة حال اندفاعه الإرادي.
قال: وهو العلة القريبة للحركة وباعتباره يصدر عن الثابت متغير.
أقول: الميل هو العلة القريبة للحركة وباعتبار تحققه يصدر عن الثابت شئ متغير (2) وذلك لأن الطبيعة أمر ثابت وكذا القوة القسرية والنفسانية فيستحيل صدور الحركة المتغيرة عنها فلا بد من أمر يشتد ويضعف بسبب مصادمات الموانع الخارجية والداخلية هو الميل يصدر عن الطبيعة ويقتضي الحركة فيحصل باشتداده سرعة الحركة وشدتها وبضعفه ضد ذلك.
قال: ومختلفه متضاد (3) أقول: يشير إلى عدم إمكان اجتماع ميلين مختلفين وذلك لأن الميل يقتضي

(1) أي الهواء ثقيل بالإضافة إلى النار والأرض كما أن الماء خفيف بالإضافة إلى الأرض ثقيل بالإضافة إلى الهواء والنار، وحاصل الكلام إلى هنا أن الخفيف ما تحرك بطبعه نحو المحيط سواء وصل به فيكون مطلقا أو لا فيكون مضافا والثقيل ما تحرك نحو المركز.
(2) يعني أن الحركة لها مراتب متفاوتة في الشدة والضعف وهذه المراتب المختلفة لا يمكن أن تكون معلولة للطبيعة الواحدة لامتناع صدور الكثير عن الواحد.
(3) أي مختلف الميل الذاتي كالميل إلى فوق والميل إلى تحت.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»