كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٢١
الهندسة وكذا البحث في الخط والنقطة وأما الثالث فإن الجسمين إذا القيام عدم السطحان وصارا جسما واحدا إن اتصلا وإن تماسا فالسطحان باقيان.
قال: والجنس معروض التناهي وعدمه.
أقول: يريد بالجنس الكم من حيث هو هو فإنه جنس لنوعي المتصل والمنفصل وهو الذي يلحقه لذاته التناهي وعدم التناهي وإنه عدم الملكة لا العدم المطلق فإن العدم المطلق قد يصدق على الشئ الذي سلب عنه ما باعتباره يصدق أنه متناه كالمجردات وإنما يلحقان أعني التناهي وعدمه العدم الخاص ما عدا الكم بواسطة الكم فيقال للجسم أنه متناه أو غير متناه باعتبار مقداره ويقال للقوة ذلك باعتبار عدد الآثار وامتداد زمانها وقصره ويقال للبعد والزمان والعدد أنها متناهية وغير متناهية لا باعتبار لحوق طبيعة بها بل لذاتها.
قال: وهما اعتباريان.
أقول: يريد به أن التناهي وعدمه من الأمور الاعتبارية لا العينية فإنه ليس في الخارج ماهية يقال لها إنها تناه أو عدم تناه بل إنما يعقلان عارضا لغيرهما في الذهن.
قال: الثاني الكيف ويرسم بعقيود عدمية تخصه جملتها بالاجتماع.
أقول: لما فرغ من البحث عن الكم شرع في البحث عن الكيف وهو الثاني من الأعراض التسعة وفيه مسائل:
الأولى في رسمه اعلم أن الأجناس العالية لا يمكن تحديدها لبساطتها بل ترسم بأمور أعرف منها عند العقل والرسم إنما يتألف من خواص الشئ وعوارضه ولما كانت العوارض قد تكون عامة وقد تكون خاصة والعام لا يفيد التميز الذي هو أقل مراتب التعريف لم تصلح العوارض العامة للتعريف إلا إذا اختصت
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»