كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٢٣
المسألة الرابعة: في مغايرة الكيفيات للأشكال والأمزجة قال: وهي مغايرة للأشكال لاختلافهما في المحل.
أقول: ذهب قوم من القدماء إلى أن هذه الكيفيات نفس الأشكال قالوا الأجسام تنتهي في التحليل إلى أجزاء صغار تقبل القسمة الوهمية لا الانفكاكية وتلك الأجزاء مختلفة في الأشكال فالتي يحيط بها أربعة مثلثات تكون مفرقة لاتصال العضو فيحس منها بالحرارة والتي يحيط بها ستة مربعات تكون غليظة غير نافذة فيحس منها بالبرودة والذي يقطع العضو إلى أجزاء صغار ويكون شديد النفوذ هو المحرق الحريف والمتلاقي لذلك التقطيع هو الحلو والذي ينفصل منه شعاع مفرق للبصر هو الأبيض والذي ينفصل منه شعاع قابض للبصر هو السواد ويحصل من اختلاطهما باقي أنواع الألوان، والمحققون (1) أبطلوا هذه المقالة بأن الأشكال والألوان مختلفة في المحمولات فيحمل على أحدهما بالإيجاب ما يحمل على الآخر بالسلب فيلزم تغيرهما بالضرورة. وبيانه أن الأشكال ملموسة وغير متضادة والألوان متضادة غير ملموسة وأيضا الأشكال مبصرة والحرارة والبرودة ليستا كذلك.
قال: وللمزاج لعمومها.
أقول: ذهب آخرون من الأوايل إلى أن الكيفيات هي الأمزجة (2) وهو خطأ لأن المزاج كيفية متوسطة بين الحار والبارد يحصل من تفاعلهما والحرارة

(1) والجواب أن الأشكال والألوان والطعوم والملموسات مختلفة في المجهول والأشكال غير متضادة لأنها من الكم وقد تقدم عدم التضاد في الكم والألوان متضادة وكذا الطعوم والملموسات فالحلو والحامض متضاد وكذا الأسود والأبيض والحار والبارد فاختلاف المحمولات دليل على اختلاف الموضوعات.
(2) حيث ذهبوا إلى أن الكيفيات عبارة عن الأمزجة فحصول المزاج من اختلاط الحار والبارد.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»