كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٣٥
المضئ إنما يضئ ما يقابله.
قال: وهو ذاتي وعرضي (1) وأول وثان.
أقول: الضوء منه ذاتي ومنه عرضي وأيضا منه ما هو أول ومنه ما هو ثان فالذاتي يسمى ضوء بقول مطلق وأما العرضي وهو الحاصل من المضئ لذاته في غيره فإنه يسمى نورا والأول من الضوء ما حصل عن المضئ لذاته والثاني ما حصل عن المقابل له كالأرض قبل طلوع الشمس فإنها مضيئة لمقابلتها الهواء المضئ لمقابله الشمس.
قال: والظلمة عدم ملكة.
أقول: والظلمة عدم الضوء عما من شأنه أن يكون مضيئا ومثل هذا العدم المقيد بموضوع خاص يسمى عدم ملكة وليست الظلمة كيفية وجودية قائمة بالمظلم كما ذهب إليه من لا تحقيق له لأن المبصر لا يجد فرقا بين حالتيه عند فتح العين في الظلمة وتغميضها في عدم الادراك فلو كانت كيفية وجودية مدركة لحصل له الفرق وفي هذا نظر فإنه يدل على انتفاء كونها كيفية وجودية مدركة لا على انتفاء كونها وجودية مطلقا.
المسألة السابعة: في البحث عن المسموعات قال: ومنه المسموعات وهي الأصوات الحاصلة من التموج المعلول للقرع أو القلع.

(1) وهو ذاتي وهو القائم بالمضي نفسه كالشمس وعرض وهو القائم بالمضي بغيره كالقمر ويسمى الأول ضياء والثاني نورا، وأول وهو الحاصل من المضي لذاته كضوء الهواء بالشمس قبل طلوعها وثاني وهو الحاصل على مقابلة المضئ لغيره كالأرض المقابلة للهواء والهواء مضئ للشمس قبل طلوعها.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»