كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٥٥
أو يحل في الجميع وهو أيضا باطل بالضرورة أو يحل في البعض (1) فيكون ذلك البعض طبيعيا ولهذا إذا أخرج عن مكانه عاد إليه وإنما يرجع إليه على أقرب الطرق وهو استقامة (2).
قال: ولو تعدد انتفى.
أقول: يريد أن يبين أن المكان الطبيعي واحد لأنه لو كان لجسم واحد مكانان طبيعيان لكان إذا حصل في أحدهما كان تاركا للثاني بالطبع وكذا بالعكس فلا يكون واحد منهما طبيعيا له فلهذا قال فلو تعدد يعني الطبيعي انتفى ولم يكن له مكان طبيعي.
قال: ومكان المركب (3) مكان الغالب أو ما اتفق وجوده فيه أقول: المركب إن تركب من جوهرين (4) فإن تساويا (5) وتمانعا وقف في الوسط بينهما وإلا تفرقا وإن غلب أحدهما كان مكانه مكان الغالب وإن تركب من ثلاثة وغلب أحدها كان مكانه مكان الغالب وإلا كان في الوسط

(1) لأن الجسم لو حل مكانا دون مكان بلا اقتضاء من طبيعته لزم الترجيح بلا مرجح.
(2) لأن الخط المستقيم هو أقصر الخطوط المفروضة بين نقطتين فإذا رجع على الاستقامة لكان على أقصر الخطوط وأقرب الطرق وإنما يرجع على الاستقامة لأن مطلوب الطبيعة ليس إلا الوصول بمكانها.
(3) أي ليس وراء أمكنة بساطة بل إما يتمكن من مكان الغالب من الأجزاء إن كان أحدها غالبا أو ما اتفق وجوده فيه إن لم يكن غالبا بل كانت الأجزاء متساوية والمراد بقوله أو ما اتفق (الخ) أنه لو كانت الأجزاء متساوية فأما أن يكون الركب بعيدا عن جميع أمكنة الأجزاء بعدا بالنسبة فإنه إذا لم يعقه عائق وقف في الوسط.
(4) كالدخان المركب من الأجزاء الأرضية والنارية.
(5) أي من قوة الميل والجذب إلى مكانها الطبيعي.
(١٥٥)
مفاتيح البحث: الغلّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»