كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٤٩
لأن الحال في المنقسم باعتبار لحوق طبيعة أخرى به لا يلزم انقسامه بانقسام محله وهيهنا النقطة حلت في الخط المنقسم باعتبار عروض التناهي له.
قال: والحركة لا وجود لها في الحال ولا يلزم نفيها مطلقا.
أقول: هذا جواب عن حجة أخرى لهم وهي أن الحركة موجودة بالضرورة وهي من الموجودات الغير القارة فإما أن يكون لها في الحال وجود أو لا والثاني باطل لأن الماضي والمستقبل معدومان فلو لم تكن في الحال موجودة لزم نفيها مطلقا وإذا كانت موجودة في الحال فإن كانت منقسمة كان أحد طرفيها سابقا على الآخر فلا يكون الحاضر كله حاضرا هذا خلف وإن لم تكن منقسمة كانت المسافة غير منقسمة لأنها لو انقسمت الحركة لأن الحركة في أحد الجزئين مغايرة للحركة في الجزء الآخر فتكون الحركة منقسمة مع إنا فرضناها غير منقسمة والجواب أن الحركة لا وجود لها في الحال ولا يلزم من نفيها في الحال نفيها (1) مطلقا لأن الماضي والمستقبل وإن كانا معدومين في الحال لكن كل منهما له وجود في حد نفسه.
قال: والآن لا تحقق له خارجا (2).
أقول: هذا جواب عن حجة أخرى لهم وهي أن الآن موجود لانتفاء الماضي والمستقبل فإن كان الآن منفيا كان الزمان منفيا مطلقا ويستحيل انقسامه وإلا لزم أن يكون الحاضر بعضه فلا يكون الآن كله إنا هذا خلف وإن كان موجودا فالحركة الواقعة فيه غير منقسمة وإلا لكان أحد طرفيها واقعا في زمان والآخر في زمان آخر فينقسم ما فرضناه غير منقسم هذا خلف ويلزم

(1) نقول الحركة الماضية والمستقبلة موجودتان في موطنهما.
(2) لأن الآن هو الحد المفروض بين القطعتين من الزمان وهو ليس من الزمان في شئ فعدمه في الخارج لا يستلزم عدم الزمان.
(١٤٩)
مفاتيح البحث: الحج (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»