فإن عنوا غير ما ذكرناه فلا بد من تصوره أولا ثم يحكم عليه، وإن عنوا ما ذكرناه فهو باطل قطعا، لأن الاتحاد مستحيل في نفسه فيستحيل إثباته لغيره.
أما استحالته فهو أن المتحدين بعد اتحادهما إن بقيا موجودين فلا اتحاد لأنهما اثنان لا واحد، وإن عدما معا فلا اتحاد أيضا، بل وجد ثالث، وإن عدم أحدهما وبقي الآخر فلا اتحاد أيضا لأن المعدوم لا يتحد بالموجود.
قال: (الثالثة: إنه تعالى ليس محلا للحوادث لامتناع انفعاله عن غيره وامتناع النقص عليه).
أقول: إعلم أن صفاته تعالى لها اعتباران.
أحدهما: بالنظر إلى نفس القدرة الذاتية، والعلم الذاتي إلى غير ذلك من الصفات.
وثانيهما: بالنظر إلى تعلق تلك الصفات بمقتضياتها كتعلق القدرة