الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٢ - الصفحة ٢٥٦
(وأنفسنا وأنفسكم) قرب القرابة حسب ما ظن بل لا بد أن تكون هذه الإضافة مقتضية للتخصيص والتفضيل.
وقد عضد هذا القول من أقوال الرسول صلى الله عليه وآله في مقامات كثيرة بمشهد من أصحابه ما يشهد بصحة قولنا فمن ذلك ما تظاهرت به الرواية من أنه صلى الله عليه وآله سئل عن بعض أصحابه فقال له قائل: فعلي؟ فقال: " إنما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي " (1).
وقوله: صلى الله عليه وآله لبريدة الأسلمي: " يا بريدة لا تبغض عليا فإنه مني وأنا منه، إن الناس خلقوا من شجر شتى وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة " (2).
وقوله صلى الله عليه وآله يوم أحد وقد ظهرت من وقاية أمير المؤمنين عليه السلام له بنفسه ونكايته في المشركين وفضه لجمع منهم بعد الجمع ما

(١) في كنز العمال ٦ / ٤٠٠ أن السائل عمرو بن العاص وهناك روايات عدة فيها تصريح من رسول الله صلى الله عليه وآله أن عليا نفسه مثل قوله صلى الله عليه وآله (لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي) أو قال: (عديل نفسي) قال عمر بن الخطاب (رض): فما تمنيت الإمارة إلا يومئذ قاتلعت صدري رجاء أن هذا، فأشار إلى علي بن أبي طالب (وانظر خصائص النسائي ص ١٥، ومجمع الزوائد ٧ / ١١٠ وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد م ١ / ٩٧) وفوق ذلك ما شهد به القرآن الكريم (وأنفسنا وأنفسكم).
(٢) أخرجه - باختلاف يسير على ما في المتن - أحمد في المسند ٥ / ٣٥٦، والنسائي في الخصائص ص ٢٣ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٧ و ١٢٨ وقال:
أخرجه أحمد والبزاز، والحاكم في المستدرك ٢ / ٢٤١ والذهبي في تلخيصه، وفي ميزان الاعتدال ١ / 462، الخ.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»