الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ١ - الصفحة ٧٩
والشرع فحملتم نفوسكم على دفع المعلوم الجائز في العقول ليصح لكم مذاهبكم الفاسدة.
فأما قوله: " ثم دعا ذلك بعضهم إلى إنكار العقليات أو بعضها لكي يثبت له إثبات حجة في الزمان فأبطلوا الحجج الصحيحة لكي يثبتوا ما لا أصل له (1)، * وما لو ثبت لكان فرعا على هذه الحجج، لأن إثبات الإمام لا يمكن إلا بطريقة العقل أو التواتر... (2) * " فواضح البطلان، وكيف يبطل أدلة العقل من تقاضى خصومه إليها. ويعول في حجاجهم ودفع مذاهبهم عليها لولا يرى صاحب الكتاب أن معتمدنا من أول كلامنا إلى هذه الغاية في إثبات الرئاسة على محض دلالة العقل فكيف يتوهم المحتج بالعقل اعتقاد بطلانه؟، والذين أنكروا العقليات في الحقيقة وأبطلوها من حيث لا يشعرون هم الذين نفوا الحاجة إلى الرؤساء مع شهادة العقل بالحاجة إليهم.
فأما قولهم: " * ثم أداهم ذلك إلى إثبات أشخاص * (3) لا أصل لهم لكي يصلح (4) ما ادعوه فاثبتوا في هذا الزمان إماما مختصا بنسب واسم من غير أن يعرف منه (5) عين أو أثر... " فمبني على مجرد دعوى ومحض الاقتراح (6)، وقد دللنا على أن الإمامة واجبة في كل زمان بما لا حيلة

(1) سقط ما بين النجمتين من المغني.
(2) المغني 20 ق 1 / 37.
(3) ما بين النجمتين ساقط من المغني.
(4) غ " ينجح ".
(5) غ " فيه ".
(6) الاقتراح سؤال الشئ من غير روية أو ارتجال الكلام من غير تدبر.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»