التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٩٥
لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون) (1 ) هل يخلو من أن يكون أكذبهم، لأنهم مستطيعون الخروج، وهم يكذبون، فيقولون: لسنا نستطيع ولو استطعنا لخرجنا معكم، فأكذبهم الله تعالى على هذا الوجه؟.
أو يكون على وجه أخر، يقول: (إنهم لكاذبون) أي ان أعطيتهم الاستطاعة لم يخرجوا فتكون معهم الاستطاعة على الخروج، ولا يخرجون - ولا يكون الخروج - وعلى كل حال قد كانت الاستطاعة على الخروج، ولا يكون الخروج، ولا يعقل للآية معنى ثالثا غير الوجهين الذين ذكرناهما.
فصل واعلم أنه قد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن القدرية مجوس هذه الأمة، واتفق أهل الملة على صحة هذا الخبر، واختلفوا فيمن أراده صلى الله عليه وآله وسلم فقالت العدلية: إن القدرية هم المجبرة، والمجبرة هم كل من زعم أن المكلف لا اختيار له في فعله، وأنه مخلوق فيه.
يدل على أنهم هم القدرية أنهم يقولون: إن المعاصي بقدر الله، ونحن ننفي ذلك عن الله سبحانه، والنسبة في لغة العرب من الاثبات لامن النفي، كجبري لمن أثبت الجبر، وثنوي لمن أثبت إلها مع الله ، لا لمن ينفي ذلك.
وقالت المجبرة: بل العدلية هم القدرية، لأنهم أثبتوا قدرة 96 از ص 96 إلى ص 127 مفقود ميباشد * (ازص 96 إلى 127 مفقود ميباشد) * التحفة العسجدية از ص 128 - 157

1 التوبة (42)
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 128 129 130 131 132 ... » »»