التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٨٠
يحكم ما يريد) (1) (صنع الله الذي أتقن كل شئ) (2) (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) (3).
وإذا كان الكفر والفسق والزنا واللواط، وتظالم العباد خلقه تعالى، كانت محكمة متقنة لا تفاوت فيها، والمعلوم خلاف ذلك.
وأيضا القرآن كله لم يكن فيه آية، أو شطر آية، تنص على أنه لم يكن المانع للكافرين من الايمان، إلا أنه خلق فيهم الكفر وأوجده.
وأما الاخبار التي يروونها في القدر والجبر، وشحنوا بها كتبهم ، فهي لا تقبل ممن يجر إلى بدعته، كما هي القاعدة، وإنما يقبل في هذا الباب ما اتفق عليه أهل العدل وأهل الجبر، وحينئذ يكون حكمها حكم الآيات في التأويل.
وأيضا مما يدل على أن ما أصلوه مخالف لبديهة عقولهم، ومخالف للضرورة أنهم يجرون مع العدلية في تصرفاتهم ووعظهم، وفقههم، وقراءتهم، وتأليفهم في النحو والصرف والمعاني والبيان، فلا يلتفتون إلى ما أسسوه إلا في مسارح الخلاف، وفي غير ذلك نادر، بل رضاهم وغضبهم في المحاورة والمخاصمة، الخارجية يجرونها على أصل الفطرة، ولا ينتبهون (4) لقاعدتهم، حتى لو صفعت أحدهم، وأخذت شيئا من ماله، أو تناولت من عرضه، لرأيته يشن

1 المائدة (1).
2 النمل (88).
3 الملك (3).
4 في الام يجروها على أصل الفطرة ولا ينتبهوا.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»