مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٤٣٧
[9 / 75] هو من قولهم هممت بالشئ أهم هما. أردته وقصدته، كان طائفة عزموا على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في سفر، فوقفوا في طريقه فلما بلغه أمرهم تنحى عن الطريق وسماهم رجلا رجلا.
قوله * (ولقد همت به وهم بها) * [12 / 24] ذكر في (عصا).
وفي صفاته تعالى " مريد بلا همة " أي لا عزم له على ما يفعله، لان الهمة والعزيمة يجوزان على من له قلب فيطمئن بها على فعل شئ في المستقبل.
وفي الحديث " من كانت الدنيا همته فرق الله أمره، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت همته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة ذليلة " والهمة أراد بها: العزم الجازم.
وفي صفاته تعالى " لا يدركه بعد الهمم " أي الهمم البعيدة، وبعدها تعلقها بعليات الأمور، دون محقراتها، أي لا تدرك النفوس ذوات الهمم البعيدة وإن اتسعت في الطلب، كنه حقيقته.
وفي الدعاء " أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل " آه قيل هذا الدعاء من جوامع الكلم، لما قالوا أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية، وبدنية، وخارجية.
والأول بحسب القوى التي للانسان العقلية والغضبية والشهوية ثلاثة أيضا، والهم والحزن يتعلق بالعقلية، والجبن بالغضبية، والبخل بالشهوية، والعجز والكسل بالبدنية، والضلع والغلبة بالخارجية، والدعاء يشتمل على الكل.
وفي دعاء آخر " أعوذ بك من الهم والغم والحزن " قيل: الفرق بين الثلاثة هو أن الهم قبل نزول الامر ويطرد النوم، والغم بعد نزول الامر ويجلب النوم، والحزن: الأسف على ما فات، وخشونة في النفس لما يحصل فيها من الغم.
وأهمني الامر: أقلقني وأحزنني.
والمهم: الامر الشديد.
وقوله " إلا هما واحدا قد انفرد به هو الوصول إلى ساحل العزة ".
وفي حديث صفات المؤمن " بعيد همه، طويل غمه " وذلك نظرا إلى ما بين يديه من الموت، وما بعده، وبحسب ذلك
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571