مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٦
العزة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب، فأدخلي في عبادي يعنى محمد وأهل بيته عليهم السلام وادخلي جنتي، فما شئ أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي " (1).
قوله: * (ولا تقتلوا أنفسكم) * [4 / 29] قال الشيخ أبو علي: فيه أقوال:
" أحدها " - أن معناه لا يقتل بعضكم بعضا لأنكم أهل دين واحد وأنتم كنفس واحدة، كقوله * (سلموا على أنفسكم) *.
و " ثانيها " - أنه نهى الانسان عن قتل نفسه في حال غضب أو ضجر.
و " ثالثها " - أن معناه ولا تقتلوا أنفسكم بأن تهلكوها بارتكاب الآثام والعدوان وغير ذلك من المعاصي التي تستحقون بها العذاب.
و " رابعها " - لا تخاطروا بنفوسكم في القتال فتقاتلوا من لا تطيقونه (2).
قوله: * (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) * [5 / 32] هو على أقوال:
" أحدها " - هو أن الناس كلهم خصماؤه في قتل ذلك الانسان، وقد وترهم وتر من قصد لقتلهم جميعها وأوصل إليهم من المكروه ما أشبه به القتل الذي أوصله إلى المقتول، فكأنه قتلهم كلهم، ومن استنقذها من غرق أو حرق أو هدم أو استنقذها من ضلال، فكأنما أحيا الناس جميعا أي أجره على الله أجر من أحياهم أجمعين، كأنه في إسدائه المعروف إليهم باحيائه أخاهم المؤمن بمنزلة من أحيا كل واحد منهم. قال الشيخ أبو علي:
وهذا المعنى مروي عن أبي عبد الله عليه السلام. ثم قال: وأفضل ذلك أن يخرجها من ضلال إلى هدى.
و " ثانيها " - أن من قتل نبيا أو إمام عدل فكأنما قتل الناس جميعا، ثم يعذب عليه كما لو قتل الناس كلهم، ومن شد

(١) البرهان ج ٤ ص ٤٦٠. (2) مجمع البيان ج 2 ص 37.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571