ملأت بطني " والحوض لم يقل " قطني " لكنه لما امتلأ بالماء عبر عنه بأنه قال حسبي، ومن المجازات كلامهم:
" وقالت له العينان سمعا وطاعة " والعينان لم تقل ذلك بل أراد منها البكاء فكانت كما أراد من غير تعذر عليه، ومن ذلك قولهم: " شكى إلي جملي طول السرى " والجمل لا يتكلم لكنه لما ظهر منه النصب والوصب بطول السرى عبر عن ذلك بالشكوى - انتهى كلامه (ره). وقد تقدم له مثل ذلك في " أتى ".
و " الملاء " بالضم والمد جمع " ملاءة " كذلك: كل ثوب لين رقيق، ومنه قوله:
" فلان لبس العباء وترك الملاء ". ومنه " جللهم بملاءة ".
وملأت الاناء ملا - من باب نفع نفعا - فامتلأ.
و " مل ء الشئ " بالكسر: ما يملأه والجمع أملاء كأحمال.
وكوز ملآن ماء على فعلان، ودلو ملآ على فعلى.
وفي الوضوء: " لا بد من ثلاث أكف ملاء ماء " (1) فملاء بالكسر جمع ملأى مثل عطاش وعطشى، وهكذا جمع كل ما له مذكر على فعلان كعطشان وملآن.
وفيه: " الحمد لله مل ء السماوات والأرض " هو تمثيل لكثرة العدد لان الكلام لا يشغل المكان، أي لو قدر الحمد أجساما لبلغت من كثرتها أن تملأهما، وقيل: هو تفخيم لشأن كلمة الحمد أو شأن أجرها وثوابها.
وفي حديث أبي ذر (ره): " لنا كلمة تملا الفم " أي إنها عظيمة كأن الفم ملئ بها، ولعلها كلمة الشهادة.
ومثله " إملأوا أفواهكم من القرآن ".
وفي الخبر: " التسبيح نصف الميزان والحمد يملأه " قيل: إما أن يراد التسوية بينهما بأن كل واحد يأخذ نصف الميزان، أو ترجيح الحمد بأنه ضعفه لأنه وحده يملأه لان الحمد المطلق إنما