وهم الاشراقيون والرواقيون والمشائيون فالاشراقيون هم الذين جردوا ألواح عقولهم عن النفوس الكونية فأشرقت عليهم لمعات أنوار الحكمة من لوح النفس الأفلاطونية من غير توسط العبارات وتخلل الإشارات، والرواقيون هم الذين كانوا يحبسون في رواق بيته ويتلقون منه فوائد الحكمة في تلك الحالة، وكان أرسطو من هؤلاء، وربما يقال إن المشائين هم الذين كانوا يمشون في ركاب أرسطو لا في ركاب أفلاطون - كذا ذكر الشيخ البهائي رحمة الله عليه.
ف ل ق قوله تعالى * (قل أعوذ برب الفلق) * [113 / 1] الفلق بالتحريك قيل هو ضوء الصبح وإنارته.
والمعنى قل يا محمد أعتصم وأمتنع برب الصبح وخالقه ومدبره ومطلعه متى شاء على ما يرى من الصلاح فيه.
ويق هو الخلق كله لأنهم ينفلقون بالخروج من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات كما ينفلق الحب من النبات ويق الفلق: ما ينفلق عن الشئ وهو يعم جميع الممكنات فإنه جل شأنه فلق ظلمه عدمها بنور إيجادها.
وقيل الفلق: صدع في النار، فيه سبعون ألف بيت، في كل بيت سبعون ألف اسود، في جوف كل أسود سبعون ألف جرة سم، لابد لأهل النار أن يمروا عليها.
كذا في معاني الاخبار.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: الفلق جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره سأل الله أن يأذن له أن يتنفس فأذن له فأحرق جهنم.
وفي ذلك الجب صندوق من نار يتعوذ أهل ذلك الجب من ذلك الصندوق وهو التابوت.
وفي ذلك التابوت ستة من الأولين وستة من الآخرين.
فأما الستة من الأولين فابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود إبراهيم، وفرعون موسى، والسامري الذي اتخذ العجل والذي هود اليهود ونصر النصارى.
وأما الستة من الآخرين فأربعة من المنافقين، وصاحب الخوارج، وابن ملجم