مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٨٩
لهذه النعمة واعترافا بها. وكانت لقريش رحلتان يرحلون في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى الشام فيتجرون ويمتارون.
وقرئ ليلاف مختلسة الهمزة، وقرئ وإلافهم والفهم، يقال ألفته إلفا وإلافا وقد جمعهما قول الشاعر:
زعمتم أن إخوتكم قريشا لهم إلف وليس لكم إلاف ورحلة مفعول به لايلافهم، وأراد رحلتي، فأفرد لامن الالتباس كما قيل شعر:
* كلوا في بعض بطنكم تعفوا * والتنكير في جوع وخوف لشدتهما يعني أطعمهم بالرحلتين من جوع شديد كانوا فيه وآمنهم من خوف عظيم وهو خوف أصحاب الفيل أو خوف التخطف في بلادهم ومسائرهم.
قوله: (وهم ألوف) [2 / 243] هي جمع ألف.
والألف من الاعداد معروف، وجمعه في القليل على آلاف وفي الكثير ألوف، وبهما ورد الكتاب العزيز.
قوله: (ألفوا) [37 / 69] أي وجدوا.
قوله: (والمؤلفة قلوبهم) [9 / 60] أي المستمالة قلوبهم بالمودة والاحسان، وكان النبي صلى الله عليه وآله يعطي المؤلفة قلوبهم من الصدقات وكانوا من أشراف العرب، فمنهم من كان يعطيه دفعا لأذاه، ومنهم من كان يعطيه طمعا في إسلامه وإسلام أتباعه، ومنهم من كان يعطيه ليثبت على إسلامه لقرب عهده بالجاهلية.
وفي حديث " المؤلفة قلوبهم هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من دون الله ولم تدخل المعرفة قلوبهم إن محمدا رسول الله وكان رسول الله يتألفهم بالمال والعطاء حتى يحسن إسلامهم ويعلمهم ويعرفهم كما يعرفوا، فجعل لهم نصيبا في الصدقات لكي يعرفوا ويرغبوا " (1).
والتألف: المداراة والاستيناس.
وألف بين الشيئين: جمع، ومنه قوله (ولكن الله يألف بينهم).

(١) سفينة البحار ج ١ ص ٢٨ والبرهان ج ٢ ص ١٣٦.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614