مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٩٣
أ ل م قوله تعالى: (آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه) [2 / 1 - 2] الآية.
قال بعض المحققين: " ألم " وسائر الحروف الهجائية في أوائل السور كنون وقاف ويس، كان بعض المفسرين يجعلها أسماء للسور لتعرف كل سورة بما افتتحت به. وبعضهم جعلها أقساما أقسم الله تعالى بها لشرفها وفضلها، ولأنها مبادئ الكتب المنزلة، ومبادئ أسمائه الحسنى، وصفاته العليا وبعضهم يجعلها حروفا مأخوذة من صفات الله، كقول ابن عباس في " كهيعص " أن الكاف من كاف، والهاء من هاد، والياء من حكيم، والعين من عليم والصاد من صادق.
ونقل الزجاج عن ابن عباس: ان " ألم " معناه " أنا الله " و " المر " معناه " أنا الله أرى " و " المص " معناه " أنا الله أعلم وأفصل " وأما " ق " فقيل مجازها مجاز سائر الحروف الهجائية في أوائل السور. ويقال " ق " جبل من زبر جد أخضر محيط بالدنيا وأما " ن والقلم " فقيل: هو نون الحوت. وقيل هو الحوت التي تحت الأرض. وقيل النون الدواة. وقيل هو نهر في الجنة، قال الله تعالى له كن مدادا فجمد، وكان أشد بياضا من اللبن وأحلى من الشهد، فقال للقلم: أكتب فكتب القلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
روي ذلك عن الباقر عليه السلام.
وأما " يس " فقيل: معناه " يا انسان " وقيل " يا رجل " وقيل " يا محمد " وقيل كسائر الحروف الهجائية في أوائل السور.
وأما " المرآ " فقيل: هو حرف من حروف الاسم الأعظم المتقطع في القرآن فإذا ألفه الرسول أو الامام فدعى به أجيب.
قوله: (ولهم عذاب أليم) [2 / 10] أي مؤلم موجع، كالسميع بمعنى المستمع إذ لا ألم فوق ألم عذاب لا رجاء معه للخلاص إذ الرجاء يهون العذاب.
قوله: (يألمون كما تألمون) [4 / 103] أي يجدون ألم الجراح ووجعها كما تجدون ذلك.
وآلمه: أوجعه.
والتألم: التوجع.
والايلام: الايجاع.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614