مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٨٢
عصبة منكم) [24 / 11] الآية.
قال الشيخ علي بن إبراهيم رحمه الله:
إن العامة روت أنها نزلت في عائشة ومارية في غزوة بني المصطلق من خزاعة.
وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة.
روي عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما هلك إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه حزنا شديدا.
فقالت عائشة: ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح!
فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وأمره بقتله فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف.
وكان جريح القبطي في حائط فضرب علي عليه السلام باب البستان فأقبل جريح ليفتح الباب فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان فاتبعه فولى جريح مدبرا.
فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي عليه السلام في أثره فلما دنى منه رمى جريح بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته.
فإذا ليس له ما للرجال وما للنساء فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: يا رسول الله إذ بعثتني في الامر أكون فيه كالمسمار المحمي في النار أم أثبت؟ فقال: تثبت.
فقال: والذي بعثك بالحق ماله ما للرجال ولا ما للنساء.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت.
وفي حديث آخر " فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله له: ما شأنك يا جريح؟
فقال: يا رسول الله القبط يحبون حشمهم ومن يدخل على أهلهم.
والقبطيون لا يستأنسون إلا بالقبطيين فبعثني أبوها لأدخل عليها وأونسها.
فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) [49 / 6] الآية.
وقال الشيخ أبو علي رحمه الله: المراد بالإفك ما أفك به على عائشة وصفوان ابن المعطل.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614