مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٥٨٢
في حديث السلا (1) الذي ألقي على النبي صلى الله عليه وآله " (2)، وحمزة هو عم النبي.
والحمى - كإلى - المكان والكلاء والماء يحمى أي يمنع.
ومنه: " حمى السلطان " وهو كالمرعى الذي حماه فمنع منه، فإذا سيب (3) الانسان ماشية هناك لم يؤمن عليها أن ترتع في حماه فيصيبه من بطشه مالا قبل له به.
وتثنية الحمى " حميان " بكسر الحاء، على لفظ الواحد.
ومنه الحديث: " ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه، فمن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه " أي قرب أن يدخله.
ومثله: " والمعاصي حمى الله عز وجل فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها " وفى قوله (ع): " إن حمى الله محارمه " إعلام بأن التجنب عن مقاربة حدود الله والحذر من الخوض في حماه أحق وأجدر من مجانبة كل ملك، فإن النفس الامارة بالسوء إذا أخطأتها السياسة في ذلك الموطن كانت أسوء عاقبة من كل بهيمة خليع العذار.
وفي الحديث: " جعل رسول الله اثني عشر ميلا حول المدينة حمى " أراد تحريم صيدها وقطع شجرها، و " هذا شئ حمى " على فعل بكسر الفاء وفتح العين، يعني محظور لا يقرب.
ومنه: " لا حمى في الأراك ".
وقوله (ع): " لا حمى إلا لله ولرسوله " هو رد لما كان يصنع في الجاهلية، وذلك أن الشريف منهم كان إذا نزل أرضا حماها ورعاها من غير أن يشرك فيها غيره وهو يشارك القوم في سائر ما يرعون فيه، فجاء

(١) السلا كحضى الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد من الانسان والمواشي تنزع من وجه الفصيل ساعة يولد وإلا قتلته - ه‍. والحديث مروى في أصول الكافي باب العصبية.
(٢) الكافي ٢ / 308.
(3) سيب الدابة تركها تسيب: (ترعى) حيث شاءت - ه‍.
(٥٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 587 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614