مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٤٤٢
تختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني " وتوضيح الحديث - على ما نقل - هو أن بني فلان يريد بهم بني العباس لم تتفق الملوك على خليفة وهذا معنى تفرق الكلمة ثم ينتهى بعد مدة مديدة إلى خروج السفياني ثم إلى ظهور المهدي (ع).
و " الحب " بضم الحاء: المحبة، وبكسرها الحبيب.
وحبب إلي الشئ نقيض كره.
ومن كلام بعضهم " كل ذنب محبوب " ومعنى كونه محبوبا ميل النفس إليه، فإذا قوي الميل سمي عشقا.
وحببته أحبه من باب ضرب، والقياس أحبه بالضم لكنه غير مستعمل.
وأحبه من باب تعب لغة.
" تحابوا " أي أحب كل واحد منهم صاحبه.
و " تحابا في الله " اجتمعا عليه بعمل صالح. ومنه " أين المتحابون بجلالي " أي بعظمتي وطاعتي في الدنيا، والجلال:
العظمة.
وفيه " حب الرسول من الايمان " والمراد اتباعه، فلا يرد أن الحب أمر طبيعي لا يدخل فيه الاختيار، وممكن أن يراد الحب العقلي لا الطبيعي النفسي، كالمريض يكره الدواء ويميل إليه لما فيه من النفع، فكذا النبي صلى الله عليه وآله لما فيه من صلاح الدارين، ومن أعلى درجات الايمان وتمامه أن يكون طبعه تابعا لعقله في حبه.
وفي معاني الاخبار عن أحمد بن المبارك قال: قال رجل لابي عبد الله (ع):
حديث يروى أن رجلا قال لأمير المؤمنين عليه السلام: إن أحبك. فقال له: أعد للفقر جلبابا. فقال: ليس هكذا قال إنما قال له " أعددت لفاقتك جلبابا " يعني يوم القيامة (1).
وفي الحديث المشهور بين الفريقين " حب على حسنة لا تضر معها سيئة وبغضة سيئة لا تنفع معها حسنة " (2) الظاهر أن المراد بالحب الحب الكامل المضاف إليه سائر الاعمال لأنه هو الايمان الكامل حقيقة وأما ما عداه فمجاز، وإذا كان حبه إيمانا وبغضه كفرا فلا يضر مع الايمان الكامل سيئة

(1) انظر الكتاب ص 182. (2) البحار ج 9 ص 401.
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614