الصادق (ع). وعن أمير المؤمنين (ع) أنه قال يوم الجمل: " والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم " وتلا هذه الآية.
وقيل هي أعم من ذلك وإنما هي خطاب لكافة المؤمنين، وقول علي عليه السلام:
" ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم " حق، فإن منكري إمامته من المتقدمين لم يقع بينه بينهم قتال، بل أول قتال وقع له بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله هو حرب الجمل، فلذلك قال ما قال.
وقوله تعال: (فسوف يأتي الله) - الآية قيل هذان الوصفان مع باقي الصفات المذكورة في الآية الشريفة نصوص على أن عليا عليه السلام هو المراد، ولذلك أردفه بقوله: (إنما وليكم الله ورسوله) - الآية.
قوله: (يحبهم ويحبونه) قيل محبة الله للعباد إنعامه عليهم وأن يوفقهم لطاعته ويهديهم لدينه الذي ارتضاه، وحب العباد لله أن يطيعوه ولا يعصوه. وقيل:
محبة الله صفة من صفات فعله، فهي إحسان مخصوص يليق بالعبد، وأما محبة العبد لله تعالى فحالة يجدها في قلبه يحصل منها التعظيم له وايثار رضاه والاستئناس بذكره وعن بعض المحققين: محبة الله للعبد كشف الحجاب عن قلبه وتمكينه من أن يطأ على بساط قربه، فإن ما يوصف به سبحانه إنما يؤخذ باعتبار الغايات لا المبادي، وعلامة حبه للعبد توفيقه للتجافي عن دار الغرور والترقي إلى عالم النور والانس بالله والوحشة ممن سواه وصيرورة جميع الهموم هما واحدا.
قال في الكشاف: وعن الحسن زعم أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله أنهم يحبون الله فأراد أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل، فمن ادعى محبته وخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وآله فهو كذاب وكتاب الله يكذبه، وإذا رأيت من يذكر محبة الله ويصفق بيديه مع ذكرها ويطرب وينعر ويصعق فلا تشك أنه لا يعرف ما الله ولا يدري ما محبة الله، وما تصفيقه وطربه ونعرته وصعقته إلا أنه تصور في نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشقة فسماها الله بجهله وزعارته ثم صفق وطرب ونعر وصعق على تصورها، وربما رأيت المني قد ملا أزار ذلك المحب عند صعقته وحمقى العامة حوله