ولا مركبا منهما وهو المفارق، فإن تعلق بالجسم تعلق تدبير فهو النفس، وإن لم يتعلق تعلق التدبير فهو العقل.
وفي الحديث " في تقلب الأحوال تعرف جواهر الرجال " (1) أي حقائقها التي جبلت عليها.
ومثله " لكل شئ جوهر " أي حقيقة.
وفيه " لو قاس - يعني إبليس - الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا " يريد بالجوهر هنا النور كما يفسره الحديث الآخر " لو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين وصفاء أحدهما على الآخر ".
و " الجوهري " هو صاحب الصحاح المشهور في اللغة (2). قال ابن بري بعد كلام يصف فيه الجوهري: وصحاحه هذا فيه تصحيف في عدة مواضع تتبعها عليه المحققون. قيل إن سببه أنه لما صنفه سمع عليه إلى باب الضاد المعجمة وعرض له وسوسة فألقى نفسه من سطح فمات، فبقي سائر الكتاب مسودة غير منقح ولا مبيض، فبيضه تلميذه إبراهيم ابن صالح الوراق فغلط فيه في مواضع، وكانت وفاة الجوهري في حدود أربعمائة.
ج و و في الحديث: " فنودي من الجو " و " يسبحون الله في الجو ".
وفى حديث الشمس: " حتى إذا بلغت الجو ".
الجو - بتشديد الواو -: ما بين السماء والأرض. (3) والجو أيضا: ما اتسع من الأودية، والجمع " جواء " كسهام.
والجواء: الهواء، و " جو السماء ":
ما تحتها من الهواء، ولعله أراد بالجو في حديث الشمس أعلى دائرة الأفق.
والأجواء جمع الجو، ومنه حديث علي (ع): " ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء وشق الارجاء " أي النواحي.