مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٢٦٧
وقد يطلق البان على نفس الدهن توسعا.
والبون بالفتح فالسكون: الفضل والمزيد وهو مصدر بأنه بونا إذا فضله.
وبينهما بون أي بين درجتيهما أو بين اعتبارهما في الشرف.
وأما في التباعد الجسماني فيقال بينهما بين بالياء.
وقال الجوهري: بينهما بون بعيد، وبين بعيد والواو أفصح.
ب ى ت قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) [3 / 96] يعني الكعبة.
قال الزمخشري: روي أن الله أنزل ياقوتة من يواقيت الجنة لها بابان من زمرد شرقي وغربي وقال لآدم: إهبط لك ما يطاف به كما يطاف حول عرشي، فتوجه آدم من أرض الهند إليه ماشيا وتلقته الملائكة فقالوا: بر حجك يا آدم لقد حج هذا البيت قبلك بألفي عام. وحج آدم أربعين حجة من أرض الهند إلى مكة على رجليه، فكان على ذلك إلى أن رفعه الله أيام الطوفان إلى السماء الرابعة، فهو البيت المعمور. ثم إن الله أمر إبراهيم ببنيانه وعرفه جبرئيل مكانه.
إلى أن قال: وجاء جبرئيل بالحجر الأسود من السماء - وقيل تمخض أبو قبيس فانشق عنه - وقد خبى فيه أيام الطوفان، وكان ياقوتة بيضاء من الجنة، فلما لمسته الحيض في الجاهلية اسود.
قوله: (في بيوت أذن الله أن ترفع) [24 / 36] يحتمل أن يتعلق بما قبله أعني مشكاة، أو بما بعده أعني يسبح له رجال. والبيوت قيل هي المساجد وقيل هي بيوت الأنبياء.
وروي عنه لما قرأ هذه الآية سئل أي بيوت هذه؟ قال: بيوت الأنبياء.
فقام أبو بكر وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله هذا البيت منها وأشار إلى بيت علي (ع) وفاطمة؟ قال: نعم من أفاضلها (1).
قوله: (أذن الله أن ترفع) أي تبنى أو يعظم من قدرها.
قوله: (ليس عليكم جناح أن

(1) سفينة البحار ج 1 ص 115.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614