القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٢٧
كالبحر بمطره السحاب وماله * فضل عليه لأنه من مائه (إلى خضارة) علم للبحر منع الصرف للعملية والتأنيث (أقل ما يكون من أنداء الماء) جمع ندى وهو الطل الذي يكون على أطراف أوراق الشجر صباحا وهو مبالغة في حقارة هذه الهداية وان عظمت بالنسبة إلى المهدى اله وفى القوافي المبالغة والالتزام (وها أنا أقول) قال المحشى المعروف بين أهل العربية ان ها الموضوعة للتنبيه لا تدخل على ضمير الرفع المنفصل الواقع مبتدأ الا إذا أخبر عنه باسم إشارة نحو ها أنتم أولا فأما إذا كان الخبر غير إشارة فلا وقد ارتكبه المصنف غافلا عما نص عليه في آخر كتابه لما تكلم عليها (فالزبد) ما يعلو البحر وغيره من الرغوة (وان ذهب جفاء) باطلا (يركب غارب البحر) أي ثجبه (اعتلاء) مفعول مطلق أو حال من الفاعل أي حالة كونه معتليا (رخاء) بالضم وهى الريح اللينة الطيبة وفيه الجناس اللاحق في اعتناء واعتلاء والالتزام في جفاء وانكفاء واستعارة الركوب والغارب للفلك وهبوب الرياح للعناية والتلميح للاقتباس في ذهب جفاء (من أصل الجبال) هي المعروفة اليوم بعراق العجم وهى ما بين أصفهان إلى زنجان وقزوين وهمدان والدينور وقرميسين والري وما بين ذلك من البلاد والكور (إلى عمان) كورة على ساحل اليمن تشتمل على بلدان (وأرى البحر) الجملة حالية (يذهب ماء وجهه) إلى يضمحل (كاسمه رجفا) أي باعتبار وصفه وقد أطلقت العرب هذا اللفظ عليه فصار علما عليه وهو حال من فاعل يضطرب (أو أونفذ) أي البحر إلى يدي الممدوح المشبهتين بالبحرين موضع بين البصرة وعمان مشهور بوجدان الجواهر فيه وقد أبدع غاية الابداع بقوله أعنى يديه الخ (لا زالت حضرته) أطلقوها على كل كبير يحضر عند الناس فقالوا الحضرة العالية تأمر بكذا والجملة دعائية كما لا يخفى (ويرحم الله عبدا قال آمينا) شطر لمجنون بنى عامر واسمه قيس بن معاذ المعروف بالملوح وأوله * يا رب لا تسلبني حبها أبدا * قال مرتضى وهذا آخر الزيادة التي أهملها البدر القرافي وابن الشحنة لعدم ثبوتها عندهما في أصولهما وهى ثابتة عندنا ومثله في نسخة ميرزا على والشرف الأحمر وغيرهما اه (وأنت) أيها الناظر في هذا الكتاب (إذا تأملت) أي تبينت ودققت النظر في (صنيعي هذا وجدته بحمد الله تعالى صريح) أي خالص يقال صرح الشئ بالضم صراحة وصروحه خلص من متعلقات غيره فهو صريح وعربي صريح خالص النسب وكل خالص صريح فالمراد هنا خلاصة (ألفى مصنف من الكتب الفاخرة) أي هو زبد وخلاصة ألفين من كتب اللغة العالية المقدار الممتدحة بالإفادة والاجادة والجمع (ونتيج) بنون ومثناة فوقية فتحتية فجيم (ألفى قلمس) بقاف ولام مفتوحتين وميم مشددة فسين مهملة البحر الكثير الماء والرجل الخير المعطاء والسيد العظيم والرجل الداهية المنكر البعيد الغور كما سيجئ في الكتاب (من العيالم) جمع عليم وهو أيضا البحر (الزاخرة) أي الممتدة المرتفعة يقال زاخر الوادي امتد جدا وارتفع وبحر زاخر مرتفع وفى نسخ بدل نتيج سنيج كفعيل بسين مهملة فنون فمثناة تحتية فحاء مهملة وهو بمعنى مسنوح أي مستفحص مستخرج وقصد المبالغة في وصف كتابه بالتفرد بالجامعة وانه خلاصة الفى كتاب من كتب اللغة ونتيجة الفى بحر من البحار الزاخرة الممتلئة الطامية المرتفعة الممتدة جدا وهذا لفرلط في الدعوى وأنت إذا تأملت وحررت وأنصفت وجدت ما زاد على المحكم والعباب شيئا قليلا جدا ربما لا يبلغ عشر الكتاب كما ستراه موضحا في هذا التعليق وان فسح الله الاجل أفردته بمجموع على أن المصنف لم يستوعب ما في كتاب واحد وهو كتاب البارع لأبي على القالي جمع فيه كتب اللغة بأسرها ورتبه على حروف المعجم قال الزبيدي لا نعلم أحد الف مثله وقال ابن طرخان كتاب البارع للقالى يحتوى على مائة مجلد لم يصنف مثله في الإحاطة والاستيعاب (والله) أي لاغيره كما يؤذن به تقديم المعمول (أسأل أن يثيبني به) أي تأليفه - جميل الذكر في الدنيا) بثناء الناس عليه واقبالهم بالأفئدة إليه
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 31 32 33 ... » »»